حصريآ; نحتاج لتسوية مجتمعية .!
السيجارة; معشوقتي كانت ولا زالت لم تفارقني، فأنا احتاجها كثيرآ خصوصآ في أوقات الخلوه الليلية التي احتاجها للكتابة، فلولاها لما أستطعت التعايش مع المتغيرات السياسية المجنونة، التي لا تعرف أي ثوابت، أو التزامات اخلاقية ووطنية.
جنون السياسة مرض معدي، ينتقل بالهواء بين زعيم واخر، يحاول أبراز عضلاتة بدون أي مكمل غذائي، فمجرد أن يطرح اي مشروع وطني، ومن أي شخصية كانت، سوف تجد أن البقية مربوطون على التوالي، لطرح مشاريع مشابهه غايتها الرئيسية هي أفشال المشروع الام، الذي طرح في البداية .
لم نسمع في يوم من الايام أن التقاطعات الحاصلة في البلد هي تقاطعات مجتمعية، فلا زال المجتمع هو الطرف الاكثر خسارة منذ تشكيل الحكومة الاولى عام ٢٠٠٣، وهو المستهدف اليومي بعمليات قتل، وخطف، وجوع ممنهجة، وصلت الى درجة أعطاءهم الرز العفن في مفردات البطاقة التموينية، لمرتين متتاليتين بدون اي حلول تذكر .
يبدو أن العرف العشائري أصبح أكثر واقعية من الدولة، فعند أي نزاع عشائري، تجد أن حكماء القوم يتصدون بكل حزم وقوة لتحقيق الصلح بين الاطراف المتنازعة، من أجل حقن الدماء، وارجاع المياه الى مجاريها، ويعم الامن والامان من جديد، ولا نعلم لو أن التسوية الوطنية التي طرحها السيد عمار الحكيم، اذا ما تم تغير أسمها الى ( العطوه ) او (العلك ) هل ستقبل من الاطراف السياسية أم لا .!!
لكن; يقينآ أنها سترفض في العلن، وتقبل في الخفاء، لان المرجعية الدينية قد شخصت السبب في خطبتها الأخيرة، والتي أوضحت فيها; بأن ٩٠% من السياسيين يعتاشون على التقاطعات، والتناحرات، الحاصلة في العملية السياسية، والا ما هو السبب من رفضهم لاي مشروع وطني، يمكن ان يساهم في حلحلة الامور العالقة منذ عام ٢٠٠٣ .
شاهد الحديث; حول لقاء السيد مقتدى الصدر ، برئيس مجلس الوزراء السيد حيدر العبادي، والذي دعى فيه أن تكون التسوية مجتمعية لا سياسية، وهو بالتأكيد رأي التيار الصدري احد أهم اطراف التحالف الوطني شاء أم أبى، أضافة الى موقف حزب الدعوة جناح المالكي، الذي يشن هجومآ لاذعآ عن طريق مهرجيه المعروفين وهم كل من (الا عالية، والصيادي)وغيرهم.
لا نعلم ما هو الحل في غياب التسوية بين الاطراف السياسية، وما هو السبيل للقضاء على الارهاصات التي نعاني منها بسبب خلافاتهم المستمرة، فبسببهم قسم البلد الى قوميات عرقية، وأثنية، ودينية، واصبح كل كيان وحزب سياسي، يدافع ويتكلم بأسم القومية التي ينتمي اليها، ولا ينظر للانتماء الوطني الذي أصبح في طي النسيان .
الاعاقات العقلية، والفكرية، أنتشرت بكثره بين زعماء الاحزاب السياسية، والتي بسببها وصل البلد الى مرحلة الجنون، فمن يفضل الابقاء على الوضع الحالي هم أثنان لا ثالث لهما; الاول مجنون مع سبق الاصرار، والثاني; مستفيد سياسيآ لذلك يبحث عن التسوية المجتمعية فقط .