لماذا تكلم قائد الجيش
المقابلة التي اجراها رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق محمود فريحات مع محطة بي بي سي العربية، كانت حالة استثنائية لا بد أن تكون لها أسباب ومبررات لم يدركها بعض المعلقين الذين اعتقدوا أن المقصود اطلاع الأردنيين على حقائق الموقف، وحشد التأييد والدعم للقوات المسلحة القائمة بحماية الحدود.
الحقيقة أن هذه المقابلة الاستثنائية ليست موجهة للداخل، وإلا لكان الناطق الرسمي بلسان الحكومة قد قدمها من التلفزيون الأردني. المقابلة موجهة للأطراف الفاعلة في الموضوع السوري وخاصة روسيا وتركيا والنظام.
من المعروف أن الرأي العام العربي استغرب أن يتم تنظيم وقف إطلاق النار تمهيداً للمفاوضات في أستانة خلال شهر بين أطراف غير عربية وبضمانة ورعاية روسيا وتركيا، وأن تكون الأطراف المتفاوضة في الاستانة أطراف غير عربية تقودها روسيا وتركيا.
حتى روسيا شعرت بأن هذا الوضع غير مقبول، ففتحت الباب لإشراك أطراف عربية مثل مصر والسعودية وربما إيران التي ستوجه إليها دعوات للمشاركة في مؤتمر السلام.
هنا يأتي دور الأردن الذي أرادت بعض الأطراف أن تتجاهله ظناً منها أنه يأخذ بسياسة النأي بالنفس، وعدم التدخل في سوريا، وبالتالي لا شأن له بحلحلة الأزمة السورية، وليس له مصالح تفرض وجوده عند صياغة الحل السياسي المنشود.
جاء حديث رئيس هيئة الأركان ليكشف النقاب عن الدور الأردني الفعال، ليس على الحدود السورية فقط بل في العمق أيضاً، وأنـه على صلة مباشرة، ليس فقط مع بعض التنظيمات التي تحارب داعش، بل أيضاً مع النظام الرسمي الذي يمثل الدولة السورية، والذي يتطلع الأردن ليراه يبسط سيطرته على جنوب سوريا بما يضمن أمن الأردن.
الخلاصة أن الاطراف الفاعلة في الازمة السورية لا تستطيع بعد الان أن تتجاهل دور الأردن بعد أن اتضح أنه طرف فاعل، وله مصالح أمنية واستراتيجية لا تسمح له بأخذ دور المتفرج.
مقابلة الفريق فريحات هامة جداً وذات دلالة، وقد جاءت في الوقت المناسب لتؤدي إلى حجز مقعد الأردن في مفاوضات الحل السياسي في سوريا الذي يؤمل أن تتم صياغته في أستانة قريباً، ويجب أن يأخذ مصالح الأردن وأمنه بالاعتبار.
الراي 2017-01-03