إذا سرق منهم الضعيف أقاموا عليه الحد !

تم نشره الخميس 02nd أيلول / سبتمبر 2010 01:52 مساءً
إذا سرق منهم الضعيف أقاموا عليه الحد !

المدينة نيوز – خاص – داليدا العطي - : بعد أن اسدل الستار – مرحليا بحسب درجات المحكمة – على قضية اختلاس الزراعة ، نستطيع أن نتحدث ولو قليلا عن حكم صدر بـ 22 عاما لاثنين من المتهمين بينما برأت المحكمة 6 آخرين .
كل من يسرق المال العام يجب أن يحاسب حسابا عسيرا ويزج به في السجن مذموما مدحورا ، هذا هو منطق الأشياء ومنطق الفطرة السليمة ، وسجية البشر الأسوياء ، ولكن :
كم من لعيب 3 ورقات وكم من " حرامي " كبير لم يلق القبض عليه حتى الآن ، وكم من " حوت " نفذ بجلده بقدرة قادر ، وما زال ينتحل شخصية المواطن الساذج البسيط المسكين مع انه أكبر لص في البلد .
الموظفان اللذان حكما بـ 22 سنة يسألان ويتساءلان : لو كنا أبناء فلان أو علان ، هل سنخلد في العذاب 22 عاما " إن ظل الحكم كما هو أو لم يظل " ؟؟
هل كنا سنسجن أصلا ، أم سوف يجد لنا البابا ولربما الماما أو " خالو " أو " عمو " مخرجا من أي ورطة ، حتى لو سرقنا البنك المركزي وليس وزارة الزراعة .
يستحق لصوص الزراعة هذا الحكم وأكثر ، ولكننا نؤكد يأن لصوص غير الزراعة يستحقون أن يعلقوا من رقابهم في ساحة الجامع إن لم يعلقوا من أشياء أخرى ، ولكن السؤال الذي يطرقون به أسماعنا ليلا نهارا : اثبتوا ..
عندما كانت مجالس النواب تشكل لجانا للنظر بسرقات اللصوص الكبار ، كنا نقول : إن القضية لن تخرج عن عدم مسؤولية ، ولأجل ذلك : فإنني أتحدى أن تكون لجنة تحقيق شكلت أدانت احدا من أساسه .
الذريعة دائما : هاتوا الدليل ، هاتوا الدليل ..
من اين سيأتي الإثبات القانوني يا سادة ، ألا يكفي أن موظفا راتبه – مثلا – لا يتعدى الـ 400 دينار يبني قصرا ويتبغدد بـ " الليرات " هنا وهناك ، ومن دون حتى أن تجد من يسأله : وين رايح ومنين جاي ، ومن أين لك هذا ؟؟ .
أليست غريبة طفرة الغنى الفجائي التي غمرت بخيرها وخيراتها عددا من الموظفين كبارا وصغارا ووزراء ومدراء عامين وغيرهم ، فترى فلانا يركب سيارة يتعدى ثمنها الـ 100 ألف دينار وأكثر ، وعلانا يشتري مزرعة بمئات الألوف ، ونرى شموس الملايين تبزغ في ليالي النوادي والحانات وأسواق العقار وحصص الأسهم ممن كانوا قبل تسلمهم مواقعهم شحادين مو لاقين خبز .
قانون إشهار الذمة المالية الشهير والذي أثبت أنه قانون لا ينش ولا يهش ومالهوش علاقة ، كونه يكتب فقط ما يمليه عليه صاحبه المطلوبة ذمته ، ليس بمقدوره ولا ضمن مواده أصلا ملاحقة السؤال المفترض : من اين لك هذا ، بل إن القانون يسأل : كم لديك وكم معك ، أما من أين جئت بكل هذا فيفتح ألله !! .
شرّقنا وغربنا مع أننا كنا نتحدث عن حكم الزراعة " مو مشكلة ، مشولي إياها شي بشتت المخ " ولكني أود تذكير السادة القراء أن في البلد قانونا لم يطبق ولو مرة واحدة منذ صدوره قبل عشرات السنين ويدعى : قانون محاكمة الوزراء ، وأتحدى أن يكون أي وزير في تاريخ البلد خضع له أو حوكم بموجبه .

حمى الله الأردن ! .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات