مزارع بندورة بـ‘‘الأغوار‘‘ تتحول لمراع للمواشي
المدينة نيوز :– دفع تراجع أسعار محصول البندورة في غور الصافي بلواء الأغوار الجنوبية عددا من المزارعين إلى تحويل أراضيهم المزروعة لمراعي للمواشي، نتيجة عدم جدوى قطاف المحاصيل، إذ بلغ سعر صندوق البندورة ما بين 15 – 25 قرشا فقط.
ووفق مزارعين، فإن تكلفة الصندوق تصل الى 1.30 دينار والتي تتوزع ما بين اجور عمال وأجرة نقل وكمسيون للتاجر في السوق المركزي، مشيرين الى ان فرق الاسعار يتم تحميلها للمزارع الذي يتكبد خسائر منذ سنوات نتيجة الأحداث الجارية في المنطقة، في ظل عدم اهتمام الجهات المعنية بإيجاد أسواق تصديرية كبديل للأسواق العراقية والسورية.
وأكدوا أن عددا كبيرا من المزارعين قاموا خلال الايام الماضية بإزالة محصول البندورة واستبداله بمحاصيل ورقية في محاولة لتعويض الخسائر التي لحقت بهم جراء تدني الأسعار، داعين الحكومة الى حماية صغار المزارعين من خلال برامج إقراضية دون فائدة.
رئيس اتحاد الكرك عصمت المجالي أكد ان المزارع في منطقة الاغوار الجنوبية يعاني منذ سنوات من تراجع أسعار البندورة، محملا مسؤولية انخفاض اسعارها إلى الحكومة، داعيا في الوقت ذاته إلى اعفاء المزارعين من الديون المتراكمة عليهم لصالح مؤسسة الاقراض الزراعي.
وأرجع المزارع صايل محمد أسباب انهيار القطاع الزراعي الى عدم وجود برامج وخطط تسويقية، والاعتماد على الاسواق التقليدية للمنتجات الزراعية الاردنية، فضلا عن وجود فائض من البندورة في السوق المركزي في ظل عدم وجود اهتمام يذكر من قبل الجهات المعنية.
وقال المزارع حسين العشوش إن هناك عددا كبيرا من المزارعين قاموا بهجرة أراضيهم لعدم قدرتهم على الوفاء بالديون المتراكمة عليهم، ورفض الشركات الزراعية تمويلهم من جديد بسبب مخاوف من عدم قدرة المزارع على سداد الدين، لانخفاض أسعار الخضار في السوق المركزي.
وطالب العشوش بضرورة إيجاد أسواق خارجية لمحصول البندورة الذي يشكل 90 % من الإنتاج الشتوي لمنطقة الأغوار الجنوبية، مشيرا إلى أن استمرار انخفاض الاسعار سيؤدي إلى تفاقم ظاهرة الفقر والبطالة في اللواء الذي يعتبر أحد جيوب الفقر العشرين في المملكة.
وعزا مهتمون في القطاع الزراعي انخفاض أسعار البندورة في هذه الفترة إلى زيادة حجم المعروض في الأسواق لنضوج الثمار وتداخل المواسم الزراعية في المملكة مع موسم الأغوار الجنوبية.
مصدر في مديرية زراعة الاغوار الجنوبية أكد على ضرورة قيام المزارعين باعتماد أنماط وتنوع زراعي في ظل إغلاق الحدود أمام المنتجات الزراعية، مشيرا الى ان السوق المحلي يعاني من شح ببعض أصناف الخضار داعيا المزارعين الى زراعتها.
وتشير إحصائيات مديرية الزراعة في الأغوار الجنوبية إلى أن المساحة المزروعة باللواء تقدر بحوالي 38 ألف منها 25 ألف دونم مزروعة بمحصول البندورة ويعمل أكثر من 70 % من سكان اللواء بالزراعة.