إسرائيل الأكثر عدوانية في 2017
توقعات مركز الدراسات الاستراتيجي الأمني الأميركي "ستراتفور" التي نشرتها "الغد" أول من أمس الخميس بشأن السياسية الاسرائيلية في العام الحالي 2017 ليست تنبؤات، أو حدسا، وإنما جاءت بعد دراسة للواقع الفلسطيني والاسرائيلي والعربي والعالمي، وخصوصا موقف الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترامب من النزاع الفلسطيني الاسرائيلي. فالمؤشرات الحالية كافة تؤكد ما توصل اليه المركز من استنتاجات بخصوص السياسة الإسرائيلية خلال العام الحالي.
فالمركز توقع ان تكون اسرائيل اكثر جرأة (عدوانية) في العام 2017 بحيث تنشط بتنفيذ سياساتها العدوانية بحق فلسطين أرضا وشعبا، وخصوصا تلك المتعلقة بالتوسع في الاستيطان. وهذا التوقع ليس غريبا، أو تنبؤا قد يصيب وقد يخطئ، بل هو واقع، بدأت مؤشراته قبل العام الحالي، وهي تظهر أن الاحتلال يعتزم الاستفادة من ساكن البيت الأبيض الجديد الذي يعلن كل يوم تقريبا عن دعمه للسياسات الإسرائيلية، من خلال تنفيذ سلسلة من الاعتداءات على الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها توسيع الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة. وهناك مشاريع وقرارات عديدة تم الإعلان عنها من قبل سلطات الاحتلال على هذا الصعيد. وقد أخذت سلطات الاحتلال دعما قويا من ترامب، عندما أعلن أنه سينقل السفارة الأميركية للقدس المحتلة، وعين سفيرا مؤيدا لذلك، ويقف موقفا داعما للاستيطان، وكذلك عندما وقف رافضا للامتناع الأميركي عن التصويت على قرار مجلس الأمن الذي اعتبر الاستيطان غير شرعي، ما أدى إلى تمريره.
من الواضح تماما، أمام الجميع، أنه في العام الحالي، وفي الأعوام المقبلة، سنشهد توحشا اسرائيليا غير مسبوق، فالظروف المحلية والعربية والعالمية، تساعد هذا الاحتلال المجرم على تنفيذ سياساته العدوانية من دون خوف من ردود الفعل. فهذه الظروف تضعف الردود المناسبة على مثل هذه السياسات العدوانية، وتشجع الاحتلال على اقتراف أبشع الجرائم.
إن العام 2017 عام التحديات الخطيرة بالنسبة للفلسطينيين وقضيتهم الوطنية، وكذلك للعرب، فهذا العام سيضع الجميع أمام استحقاقات خطرة، وسينعكس كيفية تعاملهم معها على مستقبل القضية الفلسطينية. وبالرغم من الظروف والعوامل التي تساعد سلطات الاحتلال على مواصلة سياستها العدوانية كثيرة، إلا أن ذلك لا يعني الاستسلام والتعامل مع السياسات الاسرائيلية كأمر واقع ولا مناص منه، فمهما كان الضعف الفلسطيني والعربي، إلا أن مقاومة الاحتلال لا تتوقف ولن تتوقف. المهم، أن يعي الفلسطينيون والعرب ما ينتظرهم وأن يعدوا أنفسهم لمواجهته.
الغد 2017-01-14