نتيجة مفاوضات أستانا: فصائل المعارضة تهاجم "جبهة فتح الشام"
حققت مفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة التي اتنهت في عاصمة كازاخستان أستانا 23 كانون الثاني/يناير التوقعات عنها بشأن موضوع بدء تسوية الأزمة السورية بالوسائل السلمية.
وفي البيان الختامي للقاء المنظم بوساطة تركيا وروسيا والإيران أكد مشاركون المفاوضات التزامهم بعملية التسوية السياسية وحددوا ثلاثة اتجاهات العمل الأساسية وهي تثبيت وقف إطلاق النار وإقامة آلية ثلاثية لمراقبة الالتزاك الكامل بوقف إطلاق النار وتحضير لاستمرار المفاوضات في جنيف بالإضافة إلى فصل المعارضة المعتدلة من المتطرفة وتنسيق الجهود في مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" و"جبهة فتح الشام".
فيما تستمر مناقشة في البندين الأول والثاني لقد تم أحراز التقدم غير المسبوق في مجال فصل المعارضة عن الإرهابيين حيث أعلن عدد من الفصائل الكبرى اعتزامها لقتال ضد "جبهة فتح الشام".
جدير الإشارة إلى أن هذه التطورات سبقتهم التناقضات والخلافات والاشتباكات المتكررة بين "جبهة فتح الشام" وفصائل المعارضة وخاصة بعد خسارة المعارضة في حلب عندما اتهمت "جبهة فتح الشام" الفصائل الأخرى برفض توحيد تحت قيادتها.
هذا وأدى إجلاء المسلحين من حلب إلى محافظة إدلب واتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ 30 كانون الأول/ديسمبر الماضي إلى تفاقم الاقتتال بين "جبهة فتح الشام" والمعارضة وشهدت محافظة إدلب الاستباكات المسلحة المستمرة المسببة بأعمال الإسلاميين الرامية إلى سيطرة على الفصائل المسلحة الأخرى والهيئات السياسية للمعارضة على حد سواء. وﻻ تزال الاشتباكات والاختطافات والاغتيلات تهز إدلب.
قد تصبح الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال مفاوضات أستانا عاملا حاسما في نجاح فصل المعارصة من الإرهابيين وعقب انتهاء اللقاء في العاصمة الكازاخستانية شنت فصائل المعارضة هجوك واسع النطاق على "جبهة فتح الشام".
واجهت "جبهة فتح الشام" تعارض حركة أحرار الشام الإسلامية على رغم أنها لن تحضر مفاوضات أستانا. وأعلنت الحركة أنها تمنع مرور مؤازرات "جبهة فتح الشام" إلى الجبهات. وقال الناطق باسم "أحرار الشام" لبيب النحاس إن "جبهة فتح الشام" أمام مفترق طرق. إما أن تنضم للثورة، أو تكون داعش جديدة تحت ذرائع شرعية واهية".
من جانبها قامت الفصائل الكبرى من بينها "جيش المجاهدين" و"سقور الشام" بالقتال ضد الإرهابيين بالتعاون مع الفصائل الأخرى التي اقتحمت مواقع الإسلاميين في إدلب وحلب.
لقت أعمال المعارضة دعم "مجلس الإسلامي السوري" الذي نشر بياناً شدد فيه على وجوب قتال "فتح الشام" واتهم الإسلاميين في تكفير المسلمين والخروج على جماعتهم المتمثلة في بلاد الشام بعلمائها ومجلسها الإسلامي وهيئاتها الشرعية وفصائلها وتجمعاتها المدنية.
أسفرت هذه التطورات إلى انتشار الارتباك وظهور الخلافات الداخلية في صفوف الإسلاميين. أعلن القيادي علي العرجاني، أحد أبرز قادة "فتح الشام"، انشقاقه عن الجبهة قائلا إنها "ارتكبت جريمة" عندما قامت بالعدوان على فصائل المعارضة الأخرى. ودعمه عضو مجلس شورى "جبهة فتح الشام" أبو ماريا القحطاني الذي طالب قيادة الجماعة بسحب أرتالها على الفور من شوارع والقرى بريفي إدلب وحلب ووقف القتال ضد فصائل المعارضة.
من المتوقع أن يعمق الانقسام بين المعارضة المعتدلة والمتطرفة قبل انطلاق الدورة الجديدة من مفاوضات جنيف من المخطط عقدها 8 شباط/فبراير. يشير هذا الانقسام إلى أن مفاوضات أستانا ناجحت في تحقيق أحد من أهدافها على الأقل: أقدمت فصائل المعارضة على الفصل بينها وبين الإسلاميين المتطرفين.