الإرث الأردني أولوية على الأجندة الملكية
المدينة نيوز :- "الإرث ملك الإنسانية، اعتني به وساعدنا في الحفاظ عليه".. من هذه العبارة للراحل جلالة الملك الحسين بن طلال التي كتبت في العديد من المواقع الأثرية والبيئية؛ يستمد جلالة الملك عبدالله الثاني إصراره الشديد على الإرث الأردني كجزء لا يتجزأ من الإرث الإنساني العالمي.
ومنذ استلام جلالته لسلطاته الدستورية ظهرت رؤيته ورغبته بأن يتبوأ الأردن منطقة مضيئة على خارطة الإرث العالمي بكل استحقاق لما قدمه تاريخياً من حضارات أسهمت وتسهم في المسيرة الإنسانية بكل جوانبها، إضافة إلى الرغبة والطموح في تبني وتشجيع الإبداع بالحفاظ على الكنز الحضاري الذي ورثناه عن أجدانا الأردنيين العظماء للأجيال الحالية والقادمة.
جهود الملك في الحفاظ على إرث المقتنيات.
وضع جلالة الملك نصب عينيه وعلى رأس أجندته الوطنية الاهتمام بالحفاظ على الإرث الأردني عبر تعظيم قيمة المتاحف باعتبارها ضرورة وطنية لما لها من دور كبير في توثيق ونشر الوعي بأهمية الحفاظ على الإرث الوطني، وتشجيع البحث العلمي في مجال حفظ وتوثيق الذاكرة الوطنية وتنشيطها، ولما لها أيضا من دور مهم في تنمية القطاع السياحي والثقافي عبر حماية الإرث الوطني وصونه وإبرازه للمجتمع المحلي والعالمي.
كما أن المتاحف مراكز لتوصيل القيم والأفكار واستعراض المسيرة التاريخية للوطن والشعب، ويتبلور دورها على المستوى المجتمعي في زيادة الوعي لدى المواطن بأهمية إرثه كشاهد تاريخي على أصالة الهوية الوطنية الأردنية ومنظومتها القيمية المنفتحة المتعددة والمطورة لذاتها، وتمكين الأجيال القادمة من الاضطلاع على تاريخها وتاريخ أجدادها.
ويبلغ عدد المتاحف التي تعنى بالإرث الحضاري للأردن أكثر من 24 متحفا منتشرة في مختلف المحافظات أهمها: متحف الأردن الذي يقع بمنطقة رأس العين في عمّان.
وابتدأ إنشاء هذا المتحف الوطني لعرض كنوز الأردن الأثرية والإرثية بعد صدور الإرادة الملكية السامية بإنشاء "المتحف الوطني" العام 2002.
ويعرض هذا المتحف لإرث المملكة الحضاري والتاريخي ضمن قاعات مميزة بتصميمها، ويعتبر مركزاً وطنياً شاملاً للعلم والمعرفة ويعكس تاريخ وحضارة الأردن بأسلوب تعليمي مبتكر، ليروي قصة الأردن في الماضي والحاضر وليتطلع إلى المستقبل.
وتشغل قاعات العرض جزءا كبيراً من مساحة مبنى المتحف البالغة عشرة آلاف متر مربع، وتعرض حوالي لتواجد الإنسان الاردني على أرضه المباركة منذ حوالي 5ر1 مليون عام من بداية العصر الحجري القديم حتى الزمن الحاضر ضمن ثلاثة أجنحة رئيسة هي: الآثار والتاريخ، والحياة الشعبية، والأردن الحديث.
متحف الأردن احتفلت وزارة الثقافة في الثاني من نيسان 2016 بافتتاح متحف الحياة البرلمانيّة، ونظراً لما يتميّز به هذا المعلم بوصفه جزءاً من تاريخ الأردنّ السياسيّ والاجتماعيّ، تبنّت وزارة الثقافة مشروع إعادة إحياء مبنى البرلمان القديم وترميمه وصيانته وفق معايير العمل المتحفي؛ ليصبح متحفاً للحياة البرلمانيّة، وقد شكّلت وزارة الثقافة لجنةً لكتابة قصّته المتحفيّة وتزويده بالوثائق والصور اللازمة.
يقع مبنى البرلمان القديم في منطقة جبل عمان – الدوار الأول، وتبلغ مساحة الأرض التي يقع عليها المبنى حوالي 1200 متر مربع، وتبلغ مساحة المبنى نحو 750 مترا مربعا، ويتكون مبنى البرلمان من ثلاثة أجزاء وهي: الوسط ويشمل قاعة البرلمان، الجناح الأيمن، والجناح الأيسر.
الحفاظ على إرث الأبطال وكان جلالة الملك رعى إعادة افتتاح صرح الشهيد نهاية العام الماضي، ووجه إلى إعادة تأهيل متحف دارة الشهيد وصفي التل ومنزل المشير حابس المجالي وتحويله إلى متحف عسكري يروي بطولات الجيش العربي وتضحياته.
كما أعيد، بتوجيهات من جلالة الملك، وتكريماً لشهداء القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، تأهيل مقبرة شهداء القوات المسلحة بمنطقة أم الحيران.
كما أعلنت إدارة التراث الملكي عن قرب افتتاح متحف الدبابات الملكي خلال العام الحالي، ومن أولى إصدارات هذا المتحف (طبعة محدودة) عبارة عن 75 رزنامة حائط تشمل مجموعة خاصة من معروضات المتحف من دبابات يعود تاريخها للحرب العالمية الثانية و مصورة في مناطق مختلفة بالأردن.
الحفاظ على الإرث الثقافي والفني وفي عهد جلالة الملك تعاظم الاهتمام الهاشمي بالإرث الثقافي الأردني، حيث شكل -الخطاب الثقافي- نقطة مهمة في منطوق جلالته السامي، بوصف الثقافة احدى المفردات المهمة للتنمية وتوطين المعرفة وأداة التواصل والحوار ومهاد الحضارة، ومن هنا، كانت الرعاية التي حظي بها المثقفون في لقاءات جلالة الملك وحواراته مع الكتاب تنطوي على حرص من جلالته بتلمس قضاياهم، فيما كرم عددا كبيرا من المؤرخين الأردنيين، منهم: الراحل سليمان الموسى، هند أبو الشعر، زيدان كفافي.
وبعث جلالة الملك عبدالله الثاني رسالة تقدير لجهود القائمين على تحقيق مذكرات الراحل عودة باشا القسوس لما لها من أهمية تاريخية ووطنية، خاصة أن جلالة الملك يرى في المذكرات وثائق وطنية، هي محط اهتمام رسمي وشعبي لأنها تؤرخ لمرحلة مهمة من تاريخ الأردن والمنطقة وتتجاوز مرحلة الوفاء لرجل إلى مرحلة الوفاء للوطن بما تعليه من قيم التلاحم كثقافة سادت تاريخ الوطن.
مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي وتأكيدا على هذا الاهتمام الملكي فقد صدرت الإرادة الملكية السامية بالموافقة على إنشاء مركز التوثيق الملكي الاردني الهاشمي، الذي استطاع أن ينجز توثيقاً حقيقياً للمخطوطات والوثائق والصور والمواد الفيلمية والسمعية لحقب ومراحل تاريخية مهمة في تاريخ الأردن.
كما تم إنشاء جائزة الملك عبد الله الثاني للإبداع على المستوى العربي في ثلاثة حقول مهمة هي العلوم والفنون والآداب، تمنح مرة واحدة كل عامين، لتحمل في طياتها تكريم ودعم الإبداع والمبدعين.
وفي الموسيقى، مثل التكريم الملكي للفنانين والمطربين دافعا وحافزا لهم اثمر في زيادة نشاط الحراك الموسيقي والفلكلوري والحفاظ على الإرث الموسيقي الأردني، وبروز فرق موسيقية وغنائية، إضافة الى ظهور ألوان غنائية جديدة يقودها شباب أردنيون، كما عملت الجهود الموسيقية المتعددة على اعادة انتاج الإرث الموسيقي الاردني بقوالب جديدة.
اما مشروع المدن الثقافية فقد طاف المدن الاردنية، بهدف توسيع المشاركة وتعميم فكرة دعم المسيرة الثقافية في مختلف المحافظات.
ويوجد في الأردن الآن عدد من المراكز الثقافية الريادية بلغت 12 مركزاً من أهمها: المركز الثقافي الملكي، مركز الحسين الثقافي، مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي في الزرقاء، بالإضافة إلى عدد من المراكز الثقافية العربية والأجنبية ، فضلا عن انتشار الهيئات الثقافية التي تعنى بالأدب والأدباء والفن التشكيلي ونشر الثقافة الوطنية وصل عددها إلى 315 هيئة ثقافية.
وتتوافر في المملكة العديد من المكتبات العامة يبلغ عددها (104) مكتبات تضم مختلف الكتب والمخطوطات والمجلدات في كافة مناحي المعرفة والفكر، وعدد من دور النشر والمطابع (300)، بالإضافة إلى المسارح (52) التي تقدم العديد من الأعمال الهادفة.
الحفاظ على الإرث الديني حبا الله أرض الأردن شرفا بأن ضمت مقامات وأضرحة عدد من الأنبياء والصالحين والصحابة من الشهداء وقادة الأمة، ممن سطروا بتضحياتهم أروع صور البذل والشهادة، وتشكل هذه المقامات والأضرحة مكتسبا أردنيا يؤكد دور الأرض الأردنية في صياغة تاريخ الأمة.
وقد أدرك الأردن وقيادته الهاشمية أهمية هذه المواقع وضرورة الحفاظ عليها وصونها، فمنذ أن اعتلى جلالة الملك العرش، أبدى توجيهاته للجهات المعنية لإنجاز بقية مشاريع الترميم والصيانة، وقامت اللجنة الملكية لإعمار مساجد ومقامات الأنبياء والصحابة والشهداء منذ تشكيلها بوضع خطة عملية شاملة لعملية الإعمار والصيانة والترميم.
كما كانت الرعاية الهاشمية للمواقع الدينية المسيحية في الأردن تمثل انعكاساً واضحاً لرسالة الدولة الأردنية القائمة على تأكيد نموذج العيش والمصير والتاريخ الحضاري المشترك واحترام الأديان تمثلت على وجه الخصوص باهتمام جلالة الملك بموقع المغطس وإنشاء هيئة خاصة لإدارته وتطويره.
الحفاظ على الإرث البيئي وتبدى الاهتمام الكبير من قبل جلالة الملك بالإرث البيئي الأردني والمحافظة على الموارد الطبيعية للأردن المعطاء بإنشاء وزارة البيئة العام 2003 كوزارة متخصصة في شؤون البيئة، وقد سُنت العديد من التشريعات المتعلقة في الشؤون البيئية منذ استحداث الوزارة حتى الآن .بترا