ثقافة التشاؤم
يقول استطلاع رأي قام به ما يسمى المعهد الجمهوري الأميركي ونشرت (الغد) خلاصته ، أن تشاؤم الأردنيين في ازدياد ، وأن الأردنيين قلقون بشأن الاقتصاد واللجوء السوري وهذه حقائق نعرفها حتى قبل أن نقرأ الاستطلاع.
تطبيقاً لثقافة التشاؤم السائدة فإن أغلبية (58%) يعتقدون أن الأردن يسير في الاتجاه الخاطئ ، فما هو يا ترى الاتجاه الصحيح الذي يريد هؤلاء من الأردن أن يأخذه ضمن الظروف الموضوعية؟ هل برنامج الإصلاح الاقتصادي مثلاً خطوة إلى الأمام أم إلى الخلف؟.
وترى أغلبية أكبر (71%) أن الوضع الاقتصادي في البلاد سيء أو سيء جداً ، ولا يقف هؤلاء المتشائمون عند هذا الحد بل يجزمون بأن الوضع الاقتصادي في طريقه لأن يزداد سوءاً. لماذا؟. لا نعرف.
وارتفعت نسبة الذين يعارضون فتح الحدود للاجئين السوريين من 40% في استطلاع سابق إلى 53% في استطلاع لاحق ، والواقع أن الحدود أغلقت في وجه اللجوء السوري ، أي أن الأردن سار في الاتجاه الصحيح في هذا الموضوع ولو بعد خراب البصرة ، ولو جرى الاستطلاع الآن بدلاً من خريف العام الماضي لكان الرافضون لفتح الحدود أكثر بكثير.
هل يتشاءم الأردنيون لأن معدل النمو منذ ست سنوات متدن ٍ ، ولم يعد يتراوح حول 6% سنوياً كما كان عليه الحال؟ إنه على الأقل نمو إيجابي في ظروف صعبة مما يدل على الصمود.
يرى المراقبون أن معدل النمو الاقتصادي سوف يرتفع في هذه السنة عما كان عليه في السنة الماضية ، فهل يتحول بعض المتشائمين إلى التفاؤل إذا حصل ذلك؟ وهل الهدف في الظروف الراهنة أن نحقق المعجزات أم أن نحافظ على مكاسبنا الراهنة ونحمي أنفسنا.
هل يتشاءم الأردنيون لأن معدل البطالة (16%) مرتفع ، وإذا كان الامر كذلك فهل يتحولون إلى التفاؤل إذا بدأت هذه النسبة بالتراجع التدريجي كما هو متوقع.
هل يتشاءم الأردنيون بسبب ارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة؟ الإحصاءات تؤكد أن معدل التضخم انخفض ولم يرتفع ، وأن تكاليف المعيشة في 2016 أقل مما كانت في السنة السابقة ، ومع ذلك فهناك من يقول أن الأسعار نار ، وأن الحكومة هي حكومة رفع الأسعار لأنهم يقارنونها بما كانت عليه أيام زمان.
استطلاعات الرأي فقدت بريقها بعد فوز ترامب في الانتخابات الأميركية ، ولكنها تظل تعطي مؤشراً مفيداً ، علماً بأن المواطن لا يجيب حسب قناعاته بل حسب ما يعتقد أنه الجواب المناسب ، ويتأثر الجواب كثيراً جداً بصيغة السؤال.
الراي 2017-02-05