اقتصاديات دعم الغاز

تم نشره الأربعاء 08 شباط / فبراير 2017 12:30 صباحاً
اقتصاديات دعم الغاز
فهد الفانك

اسطوانة الغاز أصبحت بقرة مقدسة تم تثبيت سعرها عند 7 دنانير بالرغم من أن كلفتها 27ر8 دينار. كل المحروقات يتم تعديل أسعارها على أساس شهري وعلى ضوء أسعار البترول العالمية ، إلا أسطوانة الغاز فقد تميزت بالقداسة والثبات.

في عددها يوم 31 كانون الثاني قدمت (الرأي) صورة رقمية لاقتصاديات أسـطوانة الغاز ، منسوبة لمصدر رسمي مطلع ، فالدعم يبلغ 27ر1 دينار للاسطوانة ، وهو يكلف الخزنية ربع مليون دينار يومياً ، أو 6ر5 مليون دينار شهرياً ، أو 66 مليون دينار سنوياً ، أو ما يقارب 5ر7% من عجز الموازنة ، ترتفع هذه الأرقام إذا واصلت الأسعار العالمية للبترول الارتفاع ، أي أن هذا الثقب قابل للاتساع فالسعر ثابت في عالم متحرك. 

من يستفيد من هذا الدعم الذي لا لزوم له؟ يقول المصدر الرسمي الذي استقت (الرأي) منه هذه المعلومات أن 35% يذهب لغير الأردنيين ، 15% للأغنياء وبذلك يصل نصف الدعم فقط للمستحقين من الأردنيين ذوي الدخل المحدود.

لم تكن أسطوانة الغاز بقرة مقدسة مغلقة دائماً ، فقد تم فتحها من قبل ، ورفع سعرها إلى عشرة دنانير. وحسب ما أذكر ، لم تسقط السماء على الأرض ، ولم يضج محدودو الدخل بل قبلوا الوضع وتفهموه وبقي أن يتفهمه النواب والنشطاء من الإعلاميين وغيرهم.

إذا تم رفع سعر الأسطوانة اليوم من سبعة دناينر إلى 17ر8 دينار ، فلن يكون ذلك رفعاً للأسعار بل تصحيحا لها ، يكفي أن يصل الغاز إلى مستهلكيه بالكلفة دون أية إضافة مع أن كل شيء يصلهم مضافاً إليه ضرائب ورسوما وأرباح.

يقول أحدهم أن الحكومة لا تدعم أسطوانة الغاز بل تدعم (الإكرامية) التي تدفعها ربات البيوت للعامل الذي يوصل الأسطوانة إلى الباب مع أن أجوره مشمولة ضمن السعر.

كالمعتاد ، المسألة لا تقف عند أسطوانة الغاز ، فالمشكلة تكمن في الثقافة الشعبوية والصراخ لإثبات الموجودية.

لدينا مدرستان يصف البعض الخلاف بينهما على أنه صراع بين رفع الأسعار أم تخفيضها ، والحقيقة أنه صراع بين رفع العجز في الموازنة أم تخفيضه.

أنصار استمرار الدعم غير المبرر هم من الناحية العملية أنصار توسيع العجز وزيادة الاعتماد على المديونية والمنح الأجنبية ، وأنصار البيع بسعر الكلفة هم في الوقت نفسه أنصار التوجه نحو الاكتفاء الذاتي والاعتماد على النفس ، وما يعنيه ذلك من استقلالية القرار الوطني.

في ظل عجز الموازنة المزمن فإن كل الدعم ممول بالقروض ، وهو نوع من المخدرات التي أدمنا على تعاطيها.

الراي 2017-02-08



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات