الصفدي: حماية الحدود الشمالية هي اولوية مطلقة بالنسبة للأردن
المدينة نيوز :- بحث وزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي مع وزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم الأربعاء العلاقات الثنائية، والتحضيرات الجارية لعقد القمة العربية المقبلة وتعزيز العمل العربي المشترك وتطورات الوضع في المنطقة والتحديات التي تواجهها.
وقال الصفدي في مؤتمر صحفي مشترك مع شكري عقب المباحثات، ان "العلاقات الأردنية المصرية علاقات تاريخية جذرتها عقود من التعاون الثنائي والحرص والعمل المشترك على خدمة مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، وخدمة قضايا امتنا العربية والاسلامية".
وأضاف، ويزيد العلاقات بين البلدين تجذرا في هذه المرحلة "حرص جلالة الملك عبدالله الثاني وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي على زيادة وتمكين وتوسعة التعاون في شتى المجالات حيث هناك آفاق واسعة ومشرقة لزيادة التعاون بين بلدينا في مجالات متعددة اقتصاديا وتجاريا وثقافيا وفكريا وسياسيا، وهناك ايضا فهم مشترك لما نحتاج ان نقوم به في بناء الامن والاستقرار والرخاء في منطقتنا بشكل عام",بحسب بترا.
وأشار الصفدي الى "اننا نواجه تحديات كثيرة مشتركة منها تحدي الارهاب الذي يمثل خطرا علينا جميعا ونتصدى له بشراكة حقيقية، وهناك أيضا تحدي حل الكثير من الازمات التي تعصف بالمنطقة، وهناك فرص كثيرة للتعاون في تحقيق ما تطمح اليه شعوبنا من امن ورخا واستقرار اقتصادي".
وقال، "بحثنا ايضا القمة العربية والاستعدادات لها"، مشيرا الى "أننا شركاء في هذا الجهد مع بقية الاشقاء العرب من اجل ان تكون القمة محطة في جهد حقيقي للتعامل مع قضايانا المشتركة والارتقاء الى طموحات شعوبنا في تقديم عمل عربي مشترك فاعل".
وفي رده على سؤال قال الصفدي بشأن ملف الغاز بين البلدين، "ناقشنا كل العلاقات الاقتصادية بيننا، وهناك القنوات المالية بهذا الملف التي تناقشها بما يضمن المصلحة المشتركة للبلدين الشقيقين".
وفيما يتعلق بالعمالة المصرية والقرارات التي اتخذت اخيرا، قال الصفدي "ان العمالة المصرية اشقاؤنا وهم بين اهلهم في الاردن وما اتخذ من قرارات تنظيمية في الفترة السابقة كان يهدف الى تنظيم سوق العمل بشكل عام وحماية العمالة الوافدة وضمان ان يعمل الاشقاء في الاردن في ظروف قانونية تضمن حقوقهم وتحقق لهم الامن الوظيفي، وهي اجراءات ليست محددة لأي جهة من العمالة الوافدة في الاردن، بل كانت قرارات داخلية لتنظيم سوق العمالة بما يضمن وضوح وشفافية وحقوق العمالة بشكل عام"، مؤكدا ان العمالة المصرية تحظى بالرعاية الكاملة.
وفيما يتعلق بحادثة مقتل عامل مصري مؤخرا قال، هناك اجهزة معنية تقوم بالتحقيق وننسق مع اشقائنا في مصر ليكونوا مطلعين على مجريات التحقيق بكل شفافية ووضوح"، موضحا ان "هذه حادثة فردية وليست مرتبطة بأي شيء".
وفي الشأن الفلسطيني قال الصفدي، ان القضية الفلسطينية هي "القضية الاولى والاساس والاولوية الاولى بالنسبة لنا في الاردن"، مشيرا الى "إدانة الاردن ورفضه لأي عمل احادي يحاول او يستهدف تغيير الوضع القائم او يهدد الهوية العربية للأراضي المحتلة، او يقوض حل الدوليتين".
واكد بهذا الخصوص "إدانة الأردن للاستيطان باعتباره عملا غير قانوني وغير شرعي وعائقا رئيسا امام جهود احياء السلام وآمال حل هذه القضية"، لافتا الى تعاون الاردن مع الاشقاء في مصر "في اتخاذ كل ما هو متاح من اجراءات دبلوماسية لمنع الاستمرار في مثل هذه الاجراءات التي نرفضها وندينها بالمطلق ونعمل على الحؤول دون استمرارها".
وردا على سؤال حول مشاركة سوريا في القمة العربية قال الصفدي، ان "الاردن يستضيف القمة العربية كمضيف والتعامل مع الدعوات ينطلق من قرارات الجامعة العربية ونحن نلتزم بما اقرته الجامعة العربية سابقا ونتعامل مع هذا الموضوع وفق هذا السياق".
وقال،"نتعامل مع كل الجهود الدبلوماسية التي تبذل فيما يتعلق بالملف السوري من منطلق حرصنا على دعم اي جهد يسهم في انهاء الازمة وانهاء معاناة الشعب السوري، وتعاملنا مع استانا كجهد يستهدف تثبيت وقف شامل للعمليات القتالية في سوريا على جميع الاراضي السورية وخصوصا الجنوب السوري كخطوة باتجاه اعادة اطلاق محادثات سياسية تقودها الامم المتحدة وتشارك فيها جميع الاطراف الفاعلة الاقليمية والدولية والعربية وفق مرجعيات جنيف والقرار 2254 للوصول الى حل سياسي يقبل به الشعب السوري الشقيق"، مشيرا الى ان "موقف الاردن ومشاركتنا في استانا جاء بناء على دعوة من روسيا للمشاركة كمراقب في هذه المحادثات".
واكد ان زيارة جلالة الملك للولايات المتحدة الاميركية كانت مهمة حيث "وفرت فرصة لجلالته للتعبير عن وجهة نظرنا ومواقفنا ازاء مختلف القضايا في بداية عهد ادارة اميركية جديدة، وأوضح جلالته مواقف الاردن فيما يتعلق بمجمل القضايا بما فيها القضية الفلسطينية وهي القضية الاساس بالنسبة لنا، وسوريا والاوضاع في العراق وغيرها من القضايا الاقليمية، وايضا الحرب على الارهاب التي تشكل أولوية بالنسبة لنا لأنها تعنى الدفاع عن أمن وطننا وقيمنا وتعاليم ديننا الوطن، ودفاعا عن استقرار المنطقة"، مشيرا الى أن كل ذلك كان دافعا آخر لنا للمشاركة في استانا بموازاة دعم اي جهد ينهي معاناة الشعب السوري الشقيق ويفتح آفاق حل سياسي ضمن المرجعيات ووفق الآليات التي نتعامل معها بشكل عام.
وقال ان العلاقات الأردنية الاميركية هي علاقات صداقة قوية ومتينة وتسمح للحديث بصراحة وشفافية ووضوح عن كل القضايا التي تعنينا وتعنيهم في المنطقة، مشيرا الى ان جلالة الملك في زيارته للولايات المتحدة الاميركية تحدث عن وجهة النظر الأردنية حول مجمل القضايا التي تعنينا، وشرح وجهة النظر الأردنية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والقدس تحديدا، لا سيما في ظل الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس حيث ان للقدس اهمية قصوى لنا وموقفنا ثابت، ونرفض اي اجراءات احادية تحاول تغيير الهوية العربية الاسلامية المسيحية للمدينة المقدسة، وهذا موقف عبر عنه جلالة الملك بوضوح، ونقلنا وجهة نظرنا حول تبعات أي قرارا يهدد هوية القدس بكل صراحة ووضوح الى الادارة الاميركية.
وفيما يتعلق بمحاربة الارهاب قال اننا نتعاون مع مصر بشكل ثنائي وعبر قنوات العمل الجماعي المشترك عربيا ودوليا للتصدي لهذه الظاهرة وهذا الخطر الذي يستهدفنا جميعا، ونؤمن ان الانتصار على الارهاب يتطلب تنسيقا عسكريا وامنيا، بموازاة جهد فكري ووضوح في الرؤية للتصدي للفكر الظلامي الذي يروجون له، وهو ما يتطلب معالجة ظروف اليأس والقهر التي تسمح للإرهابيين باستغلالها لتسميم عقول الشباب.
وقال، "نتصدى للإرهاب أيضا عسكريا وامنيا، وكذلك من خلال خلق بيئة سياسية اجتماعية اقتصادية لا يسودها التطرف ولا يسودها القهر ولا يسودها اليأس لإعطاء الشباب فرصة بمستقبل جيد يحقق طموحاتهم"، ومن هنا نرى ضرورة معالجة كل الازمات الاقليمية التي "يتسلل الارهاب عبرها لبث ظلاليته وظلاميته".
وردا على سؤال قال الصفدي، ان "حماية الحدود الشمالية هي اولوية مطلقة بالنسبة للأردن، وقواتنا المسلحة وجيشنا العربي واجهزتنا الامنية يقومون وقادرون ومؤهلون ويمتلكون كل ما هو مطلوب من حرفية ومهنية وقدرة وتفان وارادة لضمان امن المملكة وحماية حدودها، ونقوم بكل ما هو ضروي من اجراءات لتحقيق هذا الهدف بما في ذلك اتصالاتنا الدولية في اطار جنيف وفي اطار استانا، ونتفاعل مع اشقائنا العرب بهذا الموضوع"، مشيرا الى انه "لا يوجد اتصالات مباشرة مع ايران بهذا الموضوع وهم كانوا في استانا ونحن كنا في استانا لكن نفعل كل ما هو ضروري من اجل حماية مصالحنا الوطنية وحماية امننا الوطني وحماية حدودنا الشمالية".
بدوره، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، ان هذه الزيارة الثالثة التي يقوم بها الى الاردن كوزير خارجية انطلاقا من الحرص الذي توليه مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي لهذه العلاقة الخاصة والمتميزة التي تتسم بالانفتاح الكامل والتطابق في وجهات النظر، والاهتمام بتنمية العلاقات في مختلف نواحيها، مؤكدا الحرص على أن تبقى علاقة مصر بالأردن "علاقة تعاون حيث نواجه التحديات العديدة التي تواجهنا وتواجه المنطقة العربية في الوقت الراهن".
واضاف، "نملك رؤية مشتركة ازاء مختلف هذه القضايا وسنستمر بالعمل الوثيق مع الاردن استعدادا للقمة العربية ثم بعد ذلك بمقتضى رئاسة الاردن للقمة للتعامل والتأثير على هذه التحديات بما يخدم مصلحة الاستقرار وتحقيق التنمية لشعوبنا والشعوب العربية"، مؤكدا أن "هناك توافقا فكريا وحضاريا بين الاردن ومصر يجعل القدرة على التواصل والتعاون بين البلدين في حالة من التعزيز والارتقاء".
واكد شكري "مركزية القضية الفلسطينية لكافة الدول العربية خاصة مصر والاردن واهمية ضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية"، لافتا الى ان الاستيطان "امر غير مشروع وهناك اهمية لإذكاء الفرص لاستئناف العملية التفاوضية والتسوية النهائية للانتقال الى اقامة الدولة وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينية، ومصر تعمل في اطر متنوعة وبالتنسيق مع مختلف الاشقاء خاصة مع الاردن لتحقيق هذا الهدف".
وقال، هناك تعاون بين الاردن ومصر فيما يتعلق بمحاربة ظاهرة الارهاب التي تزعزع امن المنطقة، وهناك تنسيق وثيق على مختلف المستويات، ونتشارك في التحالفات الدولية الخاصة بمقاومة الارهاب، ولدينا رؤية مشتركة حول اهمية ان تكون هذه المقاومة من خلال اسلوب شامل يتناول هذه القضية ليس فقط امنيا وانما ايضا التعامل مع الايديولوجية الخاصة بالإرهاب ومقاومتها والعمل على تجفيف منابع الاستقطاب للمحاربين الاجانب وقنوات التمويل، موضحا ان هذه الظاهرة لا يمكن القضاء عليها الا بتضافر جهود المجتمع الدولي وتعاملها بمصداقية، وتوحيد الجهود للقضاء عليها ومحاصرة جميع أشكال الدعم لها سواء على مستوى الافراد او على مستوى الدول التي استغلتها لتحقيق مصالح واغراض سياسية.
وردا على سؤال قال شكري "ان العلاقات المصرية السعودية مبشرة وعميقة ومتشعبة، وقنوات الاتصال قائمة ونحرص على هذه العلاقة ونتواصل لتحقيق الاهداف المشتركة ونعمل لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ولدينا القدرة على ان نسير بهذه العلاقة ايجابيا وبما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين".
وفيما يتعلق بالوضع في سوريا قال، "نحن الان على مشارف بدء المشاورات السياسية التي نتطلع ان تضم كافة اطراف المعارضة الوطنية السورية بشكل متساو وتؤدي الى تحقيق المصلحة في انجاز المسار السياسي وإنهاء هذا الصراع العسكري واثاره المدمرة على الشعب السوري، والحفاظ على وحدة الاراضي السورية والسيادة السورية، ونتطلع ان تضطلع الامم المتحدة بدورها مع التقدير للظروف والملابسات السياسية واعطاء الفرصة الكافية لكافة الاطراف بأن تعبر عن رؤيتها بالنسبة لصياغة مستقبل سوريا من اجل السوريين".