كفيف من عجلون يتزوج من امرأتين كفيفتين !

المدينة نيوز – خاص - راضي محمود محمد خرفان كفيف من قرية باعون بمحافظة عجلون يبلغ من العمر 56 عاما متزوج من 3 نساء اثنتان منهن ضريرتان ولديه من الأبناء 15 لم تقف إعاقته حائلا أمام إنجازه أعمالا كبيرة يعجز عنها الأصحاء.

حياته وتعليمه

تبدأ قصة الحاج أبو راتب عندما أصيب بمرض وهو في الرابعة من عمره ولضيق ذات اليد لم يحصل على العلاج مما ضاعف المرض وأدى إلى فقدانه بصره حيث كان الفقر ملازما له ولأسرته.

وفي عام 1960-1973 ذهب إلى المدرسة العلائية في رام الله وأكمل دراسته حتى حصل على شهادة الثانوية العامة في الفرع الصناعي في الاتحاد اللوثري العالمي تخصص صناعة الخيزران والسجاد والفراشي حيث تعلم خط بريل باللغتين الانجليزية والعربية كما تعلم صناعة جميع أنواع الفراشي والسجاد لتبدأ رحلة البحث عن عمل يؤمن خلاله نفقات أسرته.

رحلة البحث عن عمل :

بدأت رحلة الحاج راضي للبحث عن العمل عام 1973 حيث بدأ حياته العملية في مصنع البطانيات والخيام والفراشي حيث استمر فيها لمدة 6 سنوات على الرغم من قلة الأجر الذي كان يحصل عليه آنذاك إلا أن مسئولته في العمل كانت تستغله وتطلب منه عملا فوق طاقته مما اضطره إلى تركها.

ومن ثم انتقل للعمل كمأمور مقسم في أمانة العاصمة ( أمانة عمان ) منذ عام 1979-1984 ومن ثم قدم استقالته ليبحث عن عمل يقربه من مكان سكنه عجلون حيث كان يجد مشقة للذهاب يوميا إلى العاصمة فعمل في مطلع العام 1984 مأمورا للمقسم في سلطة المياه في مديرية الدراسات المائية ومن ثم بداء حلمه يتحقق حين نقل إلى مديرية مياه عجلون ليعمل هناك مأمورا للمقسم وكاتب شكاوى في قسم التحكم .

وفي العام 2004 قدم الحاج راضي استدعاء لإحالته على التقاعد المبكر نظرا لظروفه المالية الصعبة وطمعا منه في المكافأة والتي بلغت 4000 دينار ليكمل بناء منزله الذي طالما حلم في إنهائه .

زواجه وحياته الأسرية :

وفي عام 1970 تزوج راضي الخرفان زوجته الأولى وهي إحدى أقاربه حيث أنجبت زوجته الأولى 5 بنات و8 أبناء معظمهم في المدارس وتسكن في بيت في منطقة باعون بمدينة عجلون .

وفي عام 1997 تزوج الحاج راضي زوجته الثانية وتسكن في مدينة اربد وهي كفيفة أنجبت منه ولدا وبنتا , ولزوجته الثانية قصة أخرى مؤلمة تتلخص بتعرضها وأشقائها الأربعة وابن شقيقتها عام 1982 أثناء كانوا يلعبون في باحة منزلهم في منطقة كفر راكب في لواء الكورة لكارثة ، إذ عثر احد أشقائها على قنبلة يدوية وأثناء لعبهم بها انفجرت بين أيديهم ما تسبب بوفاة 3 من أشقائها وابن شقيقتها كما تسببت بفقدانها وشقيقها الأخير البصر .

وفي العام 2010 تزوج الحاج راضي من زوجته الثالثة وتسكن في مدينة سحاب والتي أيضاء لديها قصة مؤلمة أخرى حيث تنتمي الزوجة الثالثة لأسرة فقيرة أصيب جميع أفرادها بمرض غريب في العيون يتسبب هذا المرض بفقدان كل أفراد الأسرة البصر في حال أتم الخامسة عشرة من عمره حيث 2 كفيفان ذكور و3 أخوات كفيفات بهذا المرض اللعين لافتا أن ضيق ذات اليد أوقف أسرتها عاجزة عن تامين العلاج .

أبو راتب اخبر المدينة نيوز أن الدافع الذي جعله يتزوج من اثنتين كفيفتين انه يسعى في ذلك إلى عمل الخير ليتمكن من إنجاب ابن لهذه السيدة الضريرة يكون عونا لها في المستقبل .

حياته العملية :

وعن حياته العملية يحدثنا أبو راتب بأنه يعيش حياة عادية وطبيعية حيث يرى نفسه كالآخرين دون إعاقات مشيرا أن فقره وحاجته دفعه إلى تعلم القيام بتمديد جميع الخطوط والأسلاك الكهربائية وإيصال الكهرباء والتمديدات الصحية إلى بيته بنفسه كما يستطيع إصلاح الأجهزة الكهربائية من مسجلات وراديوهات ومراوح ومكاو وهواتف أرضية لتوفير بعض الدنانير تالتي ينفقها على أسرته.

حلمه الذي يسعى إلى تحقيقه :

وختم أبو راتب اللقاء بأنه حاول أكثر من مرة العودة إلى العمل في وزارة المياه على نظام العقود نظرا لحاجته الماسة لكل قرش قد يتقاضاه من هذا العمل خصوصا وانه يمتلك خبرة في مجال مأمور مقسم لسنوات تجاوزت الـ 25 عاما إضافة إلى تمكنه من حفظ 4000 رقم هاتف شملت جميع أرقام هواتف الوزارات والمؤسسات الحكومية والدوائر المنتشرة في شتى المحافظات إلا أن حلمه لم يتحقق حتى اللحظة مناشدا المسئولين العطف عليه بهذه المنحة التي ستدخل الفرحة والسرور إلى ثلاثة اسر مكونة من 19 فردا معيلها واحد .