العراق واليمن والعقدة السورية
ليس من السهل الاشتباك الاردني في معركة القوى الدولية والاقليمية في سوريا، لكنَّ العلاقات الحسنة مع الروس، والتحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، يعطينا نفساً عميقاً في غوصنا على المحار، فالاشتباك محسوب بذكاء القيادة الاستراتيجية الذكية.
في الشأن العراقي هناك مساع اردنية مع سنة العراق، وشيعته المعتدلة، واكراده الذين يفهمون العروبة فهما قوميا يعترف بالقومية العربية والقومية الكردية.. تماما كما ايام الملكية الهاشمية. قبل انفجار التطرف عام 1941 وانفجاره على الجهة الاخرى في اواخر عهد الراحل صدام حسين.
وعمان كانت منذ اشهر مكان اللقاء المعتدل السني–الشيعي والعربي – الكردي. ولدى جلالة الملك جدول اعمال لمصالحة كبرى قد تقع في موعد القمة في آخر آذار.
في الاسبوعين الاخيرين كانت بعثة الامم المتحدة الى اليمن تتحدث عن لقاء يمني – يمني في عمان. وكانت عمان قد استضافت الشمال والجنوب في مساعٍ حميدة في الثمانينات عبّر عنها بصراحة على سالم البيض حين اعترف بان الجنوب لم يكن ماركسيا كما يقولون، وأن الشمال ليس لم يكن زيدياً, فهناك شوافع من سكان الشواطئ, وكان للزيديين مكان دافئ في عمان والرباط, فهم هاشميون قبل ألف عام من لعنة التشيع التي اخذتهم الى ايران.
تبقى سوريا عقدة العقد, ذلك ان الجيش كان مصاباً بلعنة الطائفية: فقادته زمن الاستقلال كانوا اكراداً: عبدالله عطفه, والزعيم حسني الزعيم, وفوزي سلو. ثم وبعد مجموعة انقلابات سطا الدروز: عبدالكريم زهر الدين, واللبناني المتقاعد شوكت شقير, ثم جاء العلويون وسيطروا على الجيش والحزب–حزب البعث -.
لم يكن الجيش في سوريا جيشاً وطنياً رغم الشعارات المرتفعة الصوت, ورغم حرب تشرين, ورغم اجتياح لبنان. فالبعثيون كانوا علويين واخصامهم القوميون السوريون كانوا علويين. وحين جاء الدمشقيون لأول مرة بعد الانفصال, وجاء الفريق الاتاسي, وقبلهم جاء عدنان المالكي تحشّد الجميع عليهم وأطاحوا بهم. وبقي غسان جديد, ومحمد عمران وحافظ الاسد فاحتلوا
الاركان، وسوريا المفيدة، وفرق الجيش العلوي، وقياداته الاسدية.
سوريا صعبة، ويحكمها الآن الإيرانيون، والروس وحين كان لافروف يقول: لولا تدخلنا لسقط النظام خلال اسبوع. بحضور وفد النظام في الاستانة، وبهمة عالية جلس الايرانيون في المقعد الثلاثي الروسي – التركي – الايراني. وكان الايرانيون شريك تقتيل السوريين، وشريك الروس والاتراك في وقف اطلاق النار.
الراي 2017-02-11