نداء من عربي مسيحي إلى الرئيس الأمريكي أوباما : أوقف المحرقة !

المدينة نيوز- خاص - كتب جهاد جبارة :- سيادة الرئيس أوباما.. أبدأ ندائي هذا بسلام يتبادله المسلمون,ونُتقنه نحن المسيحيون في الشرق لأننا نؤمن به,ونفهم جيداً معناه "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ",أما بعد.
قد يظن البعض أنه لا يجوز لمواطن عادي أن يُخاطب زعيماً مثلكم يحكم أقوى دولة في العالم,لكنني يا سيدي لم أعد مواطناً عادياً لسبب قوي هو أن مطالبتي لكم بوقف "المحرقة "المتعلقة بالقرآن الكريم,تعاظمت حتى غدت هي المطلب المُلّح لكافة مسيحيي الأردن بشتى طوائفهم,وكنائسهم.
سيدي الرئيس,
أعرف وحسب قوانين الحريات الأمريكية فإنه يحق لأي صاحب معتقد أن يتقدم من حاكم ولايته بطلب ترخيص مدعوماً بخمسين توقيع,لأخذ الموافقة على إقامة مركز تتم فيه ممارسة طقوس ذلك المُعتقد,حتى لو كان طلب الترخيص يتعلق بعبادة القمر أولشمس,أو نجم الرعيان,أو أرنب,أو,أو إلى آخر ما هنالك من معتقدات,والذي أعرفه يا سيادة الرئيس بأن المدعو "تيري جونز "هو أحد الذين تقدموا من حاكم الولاية داعماً مطلبه بأسماء خمسين من أتباعه فقط!,أي أنه لا يُمثّل قوة ضاربة تخشاها الولايات المتحدة الأمريكية وتحسب لها حساباً,لكن ردود الفعل الإسلامية الغاضبة عندكم,وفي العالم ومن يُناصرهم من مسيحيين عرب ستعتبر قوة ضاربة,غاضبة ومؤثرة وعلى أمريكا أن تخشاها,وتعمل على وقفها قبل حدوثها,وذلك عن طريق إلقاء القبض على هذا الذي يدّعي المسيحية قبل أن يهُم بحرق القرآن الكريم.
قد تسألني كيف؟,وبأي تهمة نُلقي عليه القبض ونحن دولة حريات؟!.
التُهمة يا سيادة الرئيس هي تخطيطه وعن سبق إصرار لارتكاب فعل سيُعرض الأمن القومي لخطر أنتم لا تريدونه!.
والتُهمة يا سيادة الرئيس أن فعله المُشين هذا سيُحوّل العالم الذي تطمحون أن يسوده السلم إلى عالم ستسوده البغضاء,والكراهية وسيعبر دهليزاً مُظلماً يكون المناخ الملائم لحروب دينية,طائفية مقيتة!.
والتُهمة التي لا ترضاها وأنت الخبير بالتاريخ الأمريكي,أن هذا المدّعي "جونز " سيعمل على عودة أمريكا للحقبة "المكارثية " البغيضة والتي كانت وصمة عار مقرفة,فكرهتموها وأي كره!.
سيادة الرئيس,
في زمن مضى,حشد الغرب جيوشاً جرارة,وجهز حملات متتالية ليغزو الشرق بحجة كاذبة هي الدفاع عن الصليب,وسيادتكم تعلم كم ذُبح وتشرد من البشر,وتعلم أننا نحن النصارى وقفنا إلى جانب اخواننا وأبناء جلدتنا العرب المسلمين كي ندحر معهم أولئك "الصليبيون "القتلة,فهل ترضى اليوم أن يقوم المسلمون بحشد الجيوش وشن الغارات دفاعاً عن قرآنهم الكريم؟!,وهل ترضى أن يقوموا ورداً على فعلة هذا المارق "جونز "بحرق الكتاب المُقدس؟!.
سيادة الرئيس
لقد أقمتم الدنيا ولم تُقعدوها وسيرتم جيوشا دفاعاً عن أصنام بوذا الحجرية التي فجرها رجال "طالبان ",أفلا تُقيمون الدنيا ولا تُقعدوها جراء حرق كتاب إلهي يتلو سوره,وآياته مليارات البشر؟!
فأين عدالتكم يا سيادة الرئيس؟!.
ألم تقوموا بغزو,وتدمير العراق وبشتى أصناف أسلحة الدمار بحجة تخليص الشعب العراقي من زعيم له ملايين المُريدين؟!,أفلا تُرسلون بضعة سيارات شرطة لاعتقال المارق "جونز "وذلك لتخليص الشعب الأمريكي من آثار فعلته الشنيعة علما أن مُريديه خمسون رأساً فقط؟!.
سيدي الرئيس
إن الإستنكار وحده لن يُجدي نفعاً,ولن يُطيّب النفوس!.
وقف المحرقة فقط هو ما يُطفئ نار الغضب التي ستحرق كل الحمام الأبيض الذي رغبتم أن يكون رمزاً للبشرية جمعاء!.
سيدي الرئيس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جهاد جبارة
www.saheelnews.com