المخفي أعظم دائما
![المخفي أعظم دائما المخفي أعظم دائما](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/cd2491ed8e62c40a3d7295566a407eb5.jpg)
رئيس الوزراء أوقف تعيين حسين الدباس زوج الوزيرة السابقة ومديرة وحدة الاستثمار في الضمان الاجتماعي حاليا سهير العلي مديرا للملكية الأردنية، وليس وقف التعيين هو المهم ولا هو يعطي الرئيس ميزة لان الأهم لمَ صدر قرار التعيين أصلا، واغلب الظن انه لولا كشف الأمر في الإعلام لمر دون اعتراضات ولا تغييرات. ثم أن رئيس الوزراء اتصل برئيس منطقة العقبة الاقتصادية طالبا منه وقف دعم حفل الموسيقار اليوناني ياني بــ100 ألف دينار الذي أقرته المفوضية ووقعه رئيسها وتحويله الى سلفة مستردة، وأيضا ليس هذا هو المهم وإنما كيف يتم الدعم بمبلغ كبير وضمن أي سند قانوني، وذات الأمر بأن الدعم كان سيمر لولا نشره في وسائل الإعلام.
ورغم أن حبر قرارات رفع الأسعار على معظم السلع لم يجف بعد إلا أن الحكومة هي التي تهدر مالا أكثر من أي جهة وهو أكثر بكثير مما تقدمه من دعم للخبز واسطوانة الغاز، وإذا من قصتين فقط تبين كيف تسير الأمور فإن المخفي ولا يصل الإعلام لا بد وان يكون أعظم.
تأتي فرق صندوق الدولي دوريا لمراقبة التزام الحكومة بقراراتها التي تسميها تصحيحا، وهي في كل مرة تقرر التحصيل بواسطة الضرائب والرسوم وتسمي الأمر برنامج التصحيح الاقتصادي، ترى لماذا لا تقرر برنامجا لتصحيح الفساد الذي يأكل الأخضر واليابس بلا هوادة، ولم لا تراقب المساعدات التي تنفق على المشاريع وتدلنا كيف تكون كلفة بناء ناد في قرية أو مركز صحي بعشرات الملايين، وكيف توزع العطاءات على المقاولين والأسعار التي تتم الموافقة عليها وإن هي حقا ضمن الحدود والأسعار الطبيعية.
الأخ والصديق هشام السكران نشر على صفحته الالكترونية صورا مؤلمة لشوارع في اربد لم يمض على تعبيدها سوى شهرين وقد جرفتها الأمطار بشكل كامل تقريبا، ترى كيف هو الوضع القانوني لمثل هذه الجرائم، وليس خافيا أن جرف الأمطار للشوارع التي تعبد حديثا كلها لا تصمد أكثر من شهرين إما بسبب الأمطار أو ضعف بنيتها جراء الغش بالخلطة، فأين الحكومة والبنك الدولي من الفساد العلني.
السبيل 2017-02-19