حقوق الانسان واليونيسكو، وشطب قرار الصهيونية عنصرية
تحرّض قوى التحالف الاميركي - الاسرائيلي ادارة الجمهوريين الجديدة على خروج الولايات المتحدة من لجان حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة، وللعرب فيها رئاسة الامير الهاشمي زيد بن رعد.. تماماً كما نجح التحالف الاميركي - الاسرائيلي في خروج الولايات المتحدة من اليونسكو في زمن بوش الابن، ووقف اشتراكها في تمويل هذه المؤسسة الثقافية العالمية.
حتى اذا علّقت واشنطن عضويتها في لجنة حقوق الانسان، فان ذلك يضير الولايات المتحدة ولا يضير حقوق الانسان.. تماما كما حدث لعضوية واشنطن في اليونيسكو. فقد اعطى تعليق هذه العضوية للفلسطينيين حقوق العضوية شبه الكاملة فيها..ولعل العاملين العرب في الأمم المتحدة يتذكرون حادث امتناع الولايات المتحدة عن اعطاء الرئيس ياسر عرفات الفيزا لدخوله مقر الامم المتحدة في نيويورك فقررت الجمعية العامة نقل اجتماعها الى المقر الاوروبي للاستماع الى خطاب قائد منظمة التحرير الفلسطينية .. رغما عن القرار الاميركي – الاسرائيلي. وحتى لا نتجاوز الفهم الطبيعي للاشياء، فان هذا الانجاز الفلسطيني ساهم مساهمة فاعلة في اقتراب منظمة التحرير من مقاعد العضوية في الامم المتحدة.. ولو بصفة مراقب!!.
لقد نجحت اسرائيل مرة واحدة في الهرب من استحقاق الحقوق العربية الفلسطينية، حين ذهبنا طائعين الى مذبحة شطب الصهيونية كحركة عنصرية، وذلك ترويجاً لسلام لم تلتزم اسرائيل، ولا راعي وجودها الاميركي به، وبشروطه.
لقد بقي مشهد حضور الرئيس الاميركي كلينتون «احتفالية» غزة حياً في الذاكرة، بشطب كل ما ورد في ميثاق منظمة التحرير من تأكيد لحقوق الفلسطينيين في وطنهم. وما يعلنه نتنياهو الآن من مطالبة باعتراف الفلسطينيين بالدولة اليهودية لقاء دخوله في مفاوضات جادة ليس غير كذبة رقيعة. فقرار شطب آخر ملامح الحق الفلسطيني في فلسطين لم يؤد عملياً إلا إلى الإمعان في مطالبة الصهاينة بأن يعودوا.. يهوداً، لهم الأرض كلها، ويعود الفلسطينيون مسلمين لهم داعش والجهاد والقاعدة.
ونقول: حين لم نعد عرباً، صرنا كل شيء خارج حدود التاريخ.. خارج حدود الزمان والمكان.
الراي 2017-03-04