عناوين الصمود الفلسطيني
عندما تكون أوضاع هذه المنطقة هي هذه الأوضاع المربكة وعندما يكون الوضع الدولي هو هذا الوضع الذي أصبح عنوانه كل هذا التخبط الذي تمارسه الإدارة الأميركية الجديدة التي على رأسها دونالد ترمب ثم وفي ظل هذا كله فإنه عندما يكون كل هذا «الإستعصاء» في الوضع الفلسطيني، في القضية الفلسطينية، فإن هناك عوامل ثلاثة للحفاظ على ما هو قائم وإلى أن «يفرجها» الله ويأتي بما هو في عالم الغيب :
أولاً: يجب الحفاظ على تمسك الشعب الفلسطيني، العظيم حقاً وفعلاً، بأرضه وتوفير»الأشقاء» العرب، ومعهم الأصدقاء الذين هم كثر فعلاً، له كل عوامل الصمود وبخاصة في الضفة الغربية المهددة بـ «القضم « المتواصل والإبتلاع والتي غدت «مرشومة» بالمستوطنات التي باتت تتكاثر يومياًّ والتي تكمن خطورتها في أنها، إن هي إستمرت، فإنها ستكون العقبة الكأداء الفعلية بالنسبة لـ «حل الدولتين» الذي أُصيب بالوهن والإعياء، إن عربيا وإن دولياًّ، في السنوات الأخيرة بعدما غابت قضية فلسطين في ظل كل هذه الحروب التي معظمها عبثية التي تشهدها المنطقة العربية .
ثانيا: لقد أثبت أبناء الشعب الفلسطيني، الذين بقوا في أرضهم وفي وطنهم التاريخي بعد إحتلال عام 1948 والذين مما يوجع القلب فعلاً أن بعضنا إستمرأ وصفهم بأنهم «عرب إسرائيل»، أنهم باتوا يشكلون شوكة فعلية في حلوق الإسرائيليين الأكثر تطرفاً والذين يواصلون الضغط من أجل إعتراف دولي وعربي وفلسطيني بـ»إسرائيلهم» هذه كدولة دينية يهودية وهذا يجب ألاّ يتم وألا يكون وعلى الإطلاق ومهما حصل وهنا فإنَّ العامل الرئيسي في مقاومة كل هذه الخطط وكل هذه التطلعات هو «الصمود» وهو التمسك بالأرض وهو المزيد من إلتصاق «عرب «1948 بإرضهم والذين لولا بقاؤهم في هذه الأرض لكانت قد فقدت هويتها الفلسطينية منذ فترة بعيدة.
وكل هذا وأما ثالثاً: فهو التوقف عن إشغال القيادة الفلسطينية، هذه القيادة التي على رأسها محمود عباس (أبو مازن) بالمشاغبات الجانبية التي كان قد تعرض الزعيم الراحل ياسر عرفات لمثلها وأكثر قبل «إغتياله» رحمه الله، فالإنصاف يقضي الإعتراف لـ»هذه القيادة» أنها بالإضافة إلى المحافظة على «الشرعية الفلسطينية» قد حققت العديد من الإنجازات الفعلية على الصعيد الدولي كإعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية تحت الإحتلال وكقبول فلسطين عضواً فاعلاً في منظمة الـ «يونيسكو» وفي محكمة الجنايات الدولية وهنا فإنه يجب أيضاً عدم إغفال المساندة العربية ويجب عدم إغفال مساندة الدول الصديقة التي في طليعتها فرنسا وروسيا الإتحادية والصين وبعض دول أميركا اللاتينية وبالطبع معظم الدول الإسلامية .
وهكذا فإنه يجب الإبقاء على الضفة الغربية كـ»لقمة» شائكة وصعبة لا تستطيع إسرائيل لا إزْدرادها ولا إبتلاعها ويجب أن يبقى عرب 1948 مخرزاً في خاصرة التطرف الإسرائيلي.. ثم ويجب.. يجب وقف «المشاغبات» ضد هذه القيادة الفلسطينية ، أعانها الله، ويجب ألا تبقى «حماس» غزة كـ «دملَّة» ملتهبة في جنب الوضع الفلسطيني .. يجب إجبار هذه الحركة على أن تصبح «فلسطينية» وتتخلى عن كل هذه التبعية المكلفة وطنياًّ لـ «إيران» ولغير إيران!!.
الراي 2017-03-08