طريقة للتخلص من ( الشحادين المؤدبين ) في الأردن

المدينة نيوز -: باتت ظاهرة التسول ظاهرة مؤسفة تقدم صورة غير لائقة عن الأسرة الأردنية وعندما تسير في طرقات عمان بدلا من الاستمتاع بالمناظر الجميلة والتي من شأنها في ظل الظروف الصعبة أن تقدم رسائل راقية عن البلد تجد من يبيعك كتيبات تحمل عناوين رخيصة ومن يدعى أنه يمثل الجمعية الفلانية ومن تدعي بأن أطفالها لم يتناولوا الطعام منذ أيام وغيرها من الأشكال المختلفة للإحتيال على الناس واستعطافهم وأكل أموالهم بالباطل ...
إلى متى سيبقى المواطن الأردني متعاطفا مع تلك الفئة المتشرذمة والملفت انها باتت مهنة حقيقية كل صباح يجلس أولئك إما أمام البنوك أو المساجد ويغادرون في المساء شأنهم شأن أي موظف عادي , هو في الحقيقة لا يشحد النقود بالمعنى الصريح ولكنه كما يقال لا يريق ماء وجهه فهو في كثير من الأحيان متلا يدعى بيع السكاكر أو المناديل الورقية وما إلى ذلك تحت كل تلك الذرائع والمسميات والحجج الواهية التي لا تنطلي على طفل صغير , يجب أن يدق ناقوس الخطر ونوقف تلك المهزلة والذي يحتاج المال حقا لا أريد أن أكون قاسية معه وأقول له عليك أن تعتمد على نفسك وتذهب للعمل شأنك شأن الملايين حول العالم ولكن لكي نمسك العصا من المنتصف أيا كانت ظروفك فأنت تعرف أن هناك جهات خاصة مهمتها مساعدتك للتخلص من ظروفك الصعبة ولكن وقوفك لساعات طويلة تحت اشعة الشمس الحارقة وفي حضنك طفلك ستستعطف بها الناس بعض الوقت ولكن لن يدوم هذا الحال طويلا فالناس لا بد أن تكتشف أكاذيبك وألاعيبك .... تستطيع أن تخدع بعض الناس كل الوقت وكل الناس بعض الوقت ولكن لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت ... فعندما نقرأ في وكالات الأنباء عن متسول بعد وفاته ترك ملايين فهذا شأنه أن يضع علامات الاستفهام عليك فمن غير المعقول وقوفك على باب بنك معين لمدة 10 سنوات لم يغير من ظروفك ... فأنت مجرد مخادع تتخذ من مهنة التسول وسيلة للتلاعب والإحتيال على الناس .... نعم هي مهنة حقيقية ولها سوق رائج بينهم فالأموال التي يجنيها من التسول مغرية ولن يجنيها من أي عمل أخر ... فباتت تلك المهنة مناسبة أكثر من غيرها له ...
سيدتي دموعك هذه التي تستخدمينها كوسيلة مؤسفة لاستدرار عطف الناس لو كانت صادقة فعلا لما هان عليك أن تقفي في طفلك على قارعة الطريق في برد الشتاء وحر الصيف ..
من ثم ما علاقة العوز والحرمان في نظافة الثياب ؟؟؟
هل يقبل العقل أن الفقير يستوجب أن يكون متسخ الثياب ؟؟
عليك أن تكون أكثر فطنة من ذلك ... قد يبدو الأمر مضحكا حين أدلكم على طرق أكثر ذكاءا في النصب والإحتيال ولكن المتسول في الغرب يعزف الموسيقى في الطرقات فيهديه الناس بعض النقود كشعور بالعرفان اتجاهه اما ثيابك الرثة و عدم قدرتك على الكلام أو جلوسك الكاذب على كرسي متحرك لا يعتبر شرطا لصدقك وأنك فعلا غير قادر على توفير العيش الكريم لك ولأهل بيتك .... تحسبهم أغنياء من التعفف
هنالك الكثير من الأسر المتعففة لا تجد قوت يومها ولكن لا تقوم بما يقوم به المتسولون الذين لا يقدمون سوى الرسائل المؤسفة عن الأردن , بل وصل الأمر الى الاتصال بالقنوات الإعلامية فيختلط الحابل بالنابل , هنالك الكثير من (وجوه الخير ) يبادر بتقديم المساعدات للمرضى والعاطلين عن العمل وكل من يحتاج المساعدة من الأسر العفيفة لتنهال الاتصالات بالملايين ويقوم المذيع بتوبيخهم ليقول : لا أظنكم جميعا بحاجة الى المساعدة فصدقا لم نعد نعرف الصادق من الكاذب .... !!!
الأردن كان ولا زال الحضن الدافىء لكل من قست عليهم أوطانهم وهو بيت لكل الضعفاء والمنكوبين ولكن المتسوليين ينبغى أن نكون أكثر حزما معهم فهم لا يحتاجون للمال بقدر حاجتهم للصدق مع الناس ومع أنفسهم أولا ... الحر لو مات من الجوع لن يلجأ لتلك الوسائل المشينة لجمع النقود .... فالفاروق عمر يقول : لو كان الفقر رجلا لقتلته ونحن نقول : لو كان التسول رجلا لسجناه 100 مؤبد .