لنتذكر أن في هذا الوطن رجال كبار
باعتباري كاتبا عاما سابقا للمكتب الوطني لقطاع الثقافة ، فقد سبق لي أن تعرفت على الأستاذ محمد حسن الجندي كمندوب لوزارة الثقافة ،وكيف ترك بصماته الرائعة والمتجددة على هذا المرفق العمومي بجهة مراكش، وعرفته كمغربي من خلال إبداعاته الفنية الهائلة وأعماله السينمائية الكبيرة ومؤلفاته الروائية المتميزة وأخرها كتاب ولد القصور ، قد يبدو للبعض أننا لا نعطي للكبار مكانتهم حتى يأتي المرض أو الموت لنذكرهم ونعدد مناقبهم ونتباكى أمام قبورهم وتلتقطها عشرات الكاميرات ، لعلنا نعزي أنفسنا في عزيز ضاع من بين أيدينا ،
كم ودعنا من رجالات أعطوا لهذا الوطن الشيء الكثير دون أن نجود عليهم باعتراف صغير ، وقد تجرأ بعض الصغار عن قصد أو دونه في تجاهلهم بل وصد الأبواب أمامهم.
ولعل ما قيل بعد وفاة فناننا الكبير، أننا لازلنا نبحث عن شيء في هذا الوطن قد يعيد للكبار مكانتهم بعد أن طالهم الإهمال والنسيان في زمن أصبحنا فيه أيتام أنانية بعضهم الزائدة وجحودهم المقرف على من صنعوا بالأمس لهذا الوطن عنوان رحم الله سيدي محمد حسن الجندي .