الملك يؤكد على الثوابت الأردنية تجاه القضية الفلسطينية
المدينة نيوز :- يرى خبراء ومختصون أن الحفاظ على القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية هما محور النشاط السياسي والدبلوماسي واهتمام للملك عبدالله الثاني، والتي ستكون من القضايا الاساسية والمحورية في اجتماعات القمة العربية باعتبار القدس لب القضية الفلسطينية ولابد من حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية والصراع العربي "الإسرائيلي".
وقال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان في قراءة تحليلية لوكالة الانباء الاردنية (بترا)، "إذا كانت القدس بالنسبة للعرب قضية قومية وللمسلمين قضية دينية فإنها للأردن قضية وطنية وقومية ودينية في آن معاً، إنها قضية محورية تحتل مركز الصدارة في السياسة الوطنية والعربية والإسلامية والخارجية للدولة الأردنية".
وأضاف، ولإدراك سياسة المملكة الأردنية الهاشمية تجاه القدس من الضروري التطرق إلى المبادئ والمرتكزات الحاكمة لسياسة الأردن تجاه القضية الفلسطينية ومنها قضية القدس، فالقدس هي لب القضية الفلسطينية ولابد من حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية والصراع، والقضية الفلسطينية بالنسبة للأردن قضية وطنية وقومية ودينية في آنٍ معاً.
وأشار الى ان تصريحات الملك عبدالله الثاني "بأن للقدس الشريف وعلى مدى التاريخ مكانة خاصة لدى الهاشميين، ولدى كل أبناء العالم الإسلامي والعربي، وأنها حية في ضمير ووجدان كل عربي ومسلم، ولها ارتباط أزلي وثيق بعقيدتنا وديننا الحنيف لا ينهيه احتلال ولا تلغيه حواجز أو حدود"؛ تلقى إجماعاً لدى المهتمين في موضوع القدس، وتشكل موقفا أردنيا ثابتا يجب على العرب والمسلمين أن يبنوا عليه، وأن يضغطوا باتجاه موقف دولي فاعل ومؤثر يسهم في إيقاف الاعتداءات "الإسرائيلية" بحق القدس ومقدساتها والحيلولة دون تكرارها، وبما يضمن حماية الأقصى الشريف، ويحول دون أية نتائج كارثية تتسبب بها "إسرائيل".
وعلى الصعيد العربي والإسلامي فقد كانت القضية الفلسطينية وقضية القدس (إلى جانب القضايا الإقليمية والدولية الأخرى) ولا زالت محور لقاءات الملك عبدالله الثاني مع القادة العرب خلال مؤتمرات القمة العربية ولقاءاته الفردية مع الزعماء العرب، حيث التقى الملك عبدالله الثاني مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في روسيا بتاريخ 26 آب 2015، واتصل مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بتاريخ 18 أيلول العام نفسه، كما التقى في ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في المنامة بتاريخ 8 تشرين الثاني من العام نفسه، وفي جميع هذه اللقاءات والاتصالات أكد الملك عبدالله الثاني على بقاء قضية القدس هي القضية المركزية الأولى للعرب والمسلمين وأن جميع الإجراءات والممارسات الاستيطانية الاحتلالية في القدس باطلة وأن السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط لن يتحقق ما لم تنسحب "إسرائيل" من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967 وفي مقدمتها القدس، داعيا إلى تضافر الجهود لدفع عملية السلام والعمل بما جاءت به المبادرة العربية وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وبين ان الملك عبدالله الثاني دعا في مؤتمرات القمم العربية المنعقدة في كل من بيروت في آذار 2002، والقمة العربية المنعقدة في الرياض عام 2007، والقمة العربية المنعقدة في الدوحة سنة 2009، وفي اجتماع القمة العربية في الكويت عام 2014 إلى وضع استراتيجيات عربية موحدة لمواجهة المشروع الصهيوني بتهويد القدس وطرد أهلها، والاهتمام الأردني بعروبة المدينة المقدسة، والتمسك بالثوابت الأساسية التي ينطلق منها النظام السياسي الأردني في دعمه للقدس وفلسطين، ورفض الاعتراف بـ "إسرائيل" دولة يهودية ودعوة مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ الخطوات اللازمة لوضع الآليات العملية لحل الصراع العربي – "الإسرائيلي" .
وفي الدورة السادسة والعشرين لاجتماعات القمة العربية التي عقدت في شرم الشيخ أكد الملك عبدالله الثاني ضرورة دفع جهود السلام لحل الدولتين، والحفاظ على القدس بما فيها من مقدسات إسلامية ومسيحية وتضافر كافة الجهود العربية والإسلامية لتحقيق ذلك.
كما أعلن الملك عبدالله الثاني في أكثر من مناسبة خصوصية القدس بالنسبة للأمة العربية والإسلامية، فهي خط احمر وأن المملكة الأردنية الهاشمية ستقف في وجه كل محاولات التهويد التي تتعرض لها المقدسات كل يوم، كما أكد الملك عبدالله الثاني في كلمة ألقاها بالنيابة عنه الأمير الحسن بن طلال في الدورة الاستثنائية للقمة الإسلامية الخامسة التي عقدت في جاكرتا العاصمة الاندونيسية بتاريخ 7 آذار 2016 على ضرورة تكاتف الجهود الدولية لوقف تصاعد وتيرة الانتهاكات "الإسرائيلية" في القدس وخاصة في المسجد الأقصى المبارك.
وفي كلمة ألقاها الدكتور عبدالله النسور نيابة عن الملك عبدالله الثاني خلال انعقاد الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامية في اسطنبول بتاريخ 14 نيسان 2016 أكد فيها على الثوابت الأردنية تجاه القضية الفلسطينية والقدس وضرورة تضافر كافة الجهود الدولية لدفع عملية السلام وتحقيق حل الدولتين.
ونبه الملك عبدالله الثاني في القمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا الجنوبية التي عقدت في الرياض في 9 تشرين الثاني 2015، وفي لقاء الملك عبدالله الثاني في عمان بتاريخ 7 تشرين الاول 2015 وفد "مجلس حكماء المسلمين" إلى ما تتعرض له القدس وضرورة دفع عملية السلام لتحقيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود أراضيها عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وقال، ان "الأردن يملك خيارات سياسية ودبلوماسية عدة لدفع المفاوضات للوصول إلى تحقيق السلام في المنطقة".
وفي لقاء الملك عبدالله الثاني الأعضاء العرب في الكنيست "الإسرائيلي" بعمان بتاريخ 20 ايلول 2015 أكد دعمه للأهل الصامدين في القدس ودعم الجهود الرامية لوقف الاعتداءات "الإسرائيلية" المتكررة على المسجد الأقصى وأكد على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، كما وجه الملك عبدالله الثاني الدبلوماسية الأردنية التي تشارك في اجتماعات وزراء الخارجية العرب ومجالس الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى ضرورة التأكيد على عدالة القضية الفلسطينية ودعم الجهود العربية والدولية لتحقيق حل الدولتين.
وعلى الصعيد الدولي وظف الملك عبدالله الثاني جميع الوسائل من زيارات واتصالات ولقاءات بعدد من زعماء الدول الغربية وقادة الرأي ووسائل الإعلام فيها وبذل جهوداً حثيثة للحفاظ على هوية القدس، فكان لمساعي الملك عبدالله الثاني الدبلوماسية أعظم الأثر في منع "إسرائيل" مراراً من الاستمرار في انتهاكاتها ضد الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.
وقد حرص الملك عبدالله الثاني في كافة لقاءاته على بحث المستجدات المتعلقة بملف المفاوضات الفلسطينية "الإسرائيلية" والتشديد على أهمية تكاتف الجهود الدولية لدعم مساعي تحقيق السلام العادل والشامل والاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط وشعوبها استناداً إلى حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة "إسرائيل".
وقال امين مجمع الفقه الاسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الاسلامي ووزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الاسبق ورئيس جامعة ال البيت سابقا الاستاذ الدكتور عبد السلام العبادي أن استضافة الاردن بقيادته الهاشمية للقمة العربية المقبلة ، وفي هذه الظروف الصعبة التي تمر بها الامة في العديد من دولها وعلى المستوى العالمية ، تأكيد على الدور البارز الذي يضطلع به الاردن على المستوى العربي والعالمي.
وأضاف، ان الدور الاردني تفرضه حيثيات أساسية ترتبط بمسؤولياته الوطنية الكبرى التي حملها عبر السنون بكل فاعلية واقتدار، والتي يقع على رأسها دوره في القضية الفلسطينية ، قضية العرب الاولى، وبخاصة فيما يتعلق بمدينة القدس والولاية الهاشمية الراسخة على المقدسات الاسلامية والمسيحية فيها، وعلى رأسها المسجد الاقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مسرى الرسول ومعراجه الى السموات العلى .
وأشار الى ان الدور المنوط بالأردن يحمله مسؤوليات كبيرة أداها ويؤديها رغم الصعاب والتحديات والتي تتجلى في دعم صمود الاهل في الاراضي المحتلة، وفي إعمار المسجد الاقصى المبارك ضمن الإعمارات الهاشمية المتعددة، والمحافظة عليه وعلى الاوقاف بكل جديد واتقان، والوقوف في وجه ممارسات الاحتلال "الإسرائيلي" البغيض، الذي يجهد في تهويد المدينة المقدسة واقامة المستوطنات ومحاولة إقامة الهيكل المزعوم والمساس بحرمة المسجد الاقصى المبارك بتسهيل وحماية دخول قطعان المستوطنين اليهود الى رحابه المباركة، وصلاتهم فيها بحماية الجنود "الإسرائيليين" الى محاولات سلطات الاحتلال الدؤوبة لتعطيل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأوضح أن التقاء رؤساء العرب وملوكهم وامرائهم وحكامهم على أرض الاردن وفي عمان العرب وسط التحديات البالغة التي تواجه الامة، يدفع الى بناء موقف عربي موحد يقوم على عدد من المحاور من أهمها، الدعم الواسع لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف، والتأكيد على قرار منظمة اليونسكو الاخير بخصوص المسجد الاقصى المبارك الذي أكد اسلاميته ونفى كل الاطماع اليهودية فيه، والذي جاء تأييدا لقرارات دولية سابقة اصدرتها عصبة الأمم، وهي المنظمة الدولية التي سبقت هيئة الامم المتحدة.
وأشار الى أهمية تخصيص المبالغ الكافية لكل برامج المحافظة على الوجه العربي الاسلامي للمدينة المقدسة، والتي تشمل المساعدات الاجتماعية، واقامة المشروعات الاقتصادية والصحية الكبرى وغيرها في المدينة المقدسة والاراضي المحتلة، ووضع الخطط الكفيلة بدعم صمود أهل القدس الشريف، وتفعيل إعلان ارتباط المسلمين بالمسجد الاقصى المبارك، عن طريق تشجيع الزيارة للمسجد المبارك في ضوء قرار مجمع الفقه الاسلامي الدولي.
وأمام قيام هذا البلد المتميز بواجباته الوطنية وبالذات فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وإيوائه اللاجئين، وبخاصة اللاجئين السوريين ومحاربته للارهاب ، فالمأمول من هذه القمة أن تقدم له الدعم الممكن لتمكينه من الاستمرار بواجباته الكبرى.
وقال استاذ اصول الدين في جامعة آل البيت الدكتور محمد الزغول ان من الاهمية بمكان أن تكون القمة العربية فرصة لاجتماع القادة العرب وطرح القضايا التي تهم الامة العربية ووضع حد للصراع والتوترات الامنية والسياسية التي تعيشها المنطقة في ظل هذه الاوقات الصعبة.
وأضاف ان من الاهمية التركيز على البوصلة الرئيسية فيما يتعلق بالصراع "الإسرائيلي" تجاه العرب والمسلمين، وانشغال العرب بقضايا جديدة وهي بينية بين هذه الدول، وضرورة إعادة النظر في العلاقات فيما بينها وبين الاخرين للخروج من المأزق العربي التي تعانيها الامة، ورأب الصدع وإجاد الحلول اللازمة.