الفريق الركن المتقاعد فاضل علي فهيد يحاضر في جامعة اربد الأهلية حول معركة الكرامة
المدينة نيوز :- ضمن احتفالات المملكة بمعركة الكرامة الخالدة، وبدعوة من جامعة إربد الأهلية حرصاً منها على الاحتفاء بأمجاد الوطن وتعزيزها من خلال عقد العديد من الأنشطة والفعاليات داخل الجامعة وخارجها، والتي تسهم في صقل شخصية الطلبة وترسيخ قيم الاعتزاز والانتماء الوطني، استضافت الفريق الركن المتقاعد فاضل علي فهيد مدير الأمن العام الأسبق، أحد أبطال معركة الكرامة، للتحدث بهذه المناسبة بمحاضرة حول معركة الكرامة الخالدة ومعانيها السامية، بحضور رئيس أمناء الجامعة معالي الدكتور عزت جرادات، ورئيس الجامعة الأستاذ الدكتور زياد الكردي، وعمداء الكليات، وعدد من أعضاء مجلس الأمناء وهيئة المديرين، وجمع كبير من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية وطلبة الجامعة، وعدد من أبناء المجتمع المحلي في محافظة إربد، في مدرج الكندي يوم أمس الثلاثاء الواقع بتاريخ 21/3/2017.
والقى الفريق الركن فاضل علي فهيد كلمة أكد فيها على أهمية إلمام كل فرد من أفراد مجتمعنا الأردني بتاريخ وطننا العزيز دون تحريف أو تزييف، ليتعرفوا على خطوات التقدم والانجاز الذي وصلوا إليه، وليدركوا حجم تضحيات آبائنا وأجدادنا ليصلوا بالأردن إلى بر الأمان، وبين فيها أن معركة الكرامة غيرت وجه التاريخ، وبأن كلمة كرامة قد أخذت قيمة كبيرة من مسماها، وهي كلمة كبيرة تراق عندها الدماء، ومدينة الكرامة أقيمت على الأرض الأردنية بعد حرب عام 1948 ليبقى اسمها مقروناً بكرامة الأهل المهجرين من بلدهم ليعيشوا كرماء بين أهلهم في بلدهم الثاني، وبأن معركة الكرامة شكلت نقطة مضيئة في تاريخ الأمة، وبأنها معركة عز وفخار للوطن وللأمة أجمع، حيث جاءت نتائجها مشرفة على الصعيدين العسكري والمعنوي للجيش العربي ولشعوب المنطقة بعد نكبة حزيران، وبأن معركة الكرامة جاءت لتضيف سلسلة من الإنجازات المميزة والرائعة للجيش العربي الأردني الذي قدم الغالي في كل مواقع فلسطين وضحى بدمائه الزكية الطاهرة ليكون النصر بمعركة الكرامة، وقال بأن معركة الكرامة قد شكلت عند العرب قناعة أن بإمكانهم مواجهة إسرائيل وهزيمتها.
وأشار إلى أن المعلومات الاستخبارية كانت متوفرة وقادرة على تحديد ساعة الهجوم يوم الخميس الواقع بتاريخ 21 آذار 1968 عندما قرر العدو الاعتداء على الأردن بحجة تصفية المقاومة الفلسطينية التي كانت تقوم بعملياتها داخل الأراضي المحتلة، بل كانت للاستيلاء على المرتفعات الجبلية في الأردن، وكانت القوات المسلحة على استعداد بمعنويات مرتفعة بلغت ذروتها للتخلص من وصمة العار التي أعقبت حرب 1967، لاستقبال العدو الصهيوني بإمكانيات متواضعة أمام قوة عسكرية قادرة على احتلال الأردن بأكمله على امتداد 100 كم من جسر داميا مروراً بجسر سويمة إلى جسر الملك حسين.
وأضاف أنه بعد حرب حزيران 1967 كان العدو يعتقد أن العرب وفي مقدمتهم الأردن سيرفعون الراية البيضاء للاستسلام، وبشنها الحرب سيكون التفاوض بين إسرائيل والعرب على الأردن وليس فلسطين، وأضاف بأن العدو لم يكن يعرف أن الأردن لم يعد يعتمد أو ينتظر قرارات عربية، وأن مرحلة الاعتماد على الذات قد بدأت، فتم الرد على العدوان بحرب شرسة وبوابل من النيران فاجأت العدو بتنسيق وإرادة غير مسبوقتين أجبرت العدو على طلب وقف إطلاق النار لأول مرة في تاريخ الصراع الإسرائيلي، وكان ذلك بتشجيع من الملك الراحل الملك الحسين ابن طلال طيب الله ثراه، والذي كان يخاطب الجند عبر الإذاعات ويبث فيهم الشجاعة والبسالة، إلى أن طلبت إسرائيل ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وقف إطلاق النار في الساعة الحادية عشرة والنصف من يوم المعركة، إلا أن الأردن أصر وعلى لسان الملك الحسين قائد الجيش ورغم كل الضغوطات الدولية على «عدم وقف إطلاق النار طالما أن هناك جندياً إسرائيلياً واحداً شرقي النهر»، ولأول مرة في تاريخ إسرائيل ينسحب جيشها تاركاً وراءه قتلاه وجرحاه وآلياته المدمرة، حتى قال وزير دفاع الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت «لقد حطم الجيش الأردني أسطورة الجيش الذي لا يقهر». وترتب على ذلك هزيمة إسرائيل في الحرب محاسبة قادة عسكريين إسرائيليين، وإقالة آخرين الأمر الذي يؤكد وقع وقساوة الهزيمة على العدو الإسرائيلي.
والقى الأستاذ الدكتور زياد الكردي رئيس الجامعة، كلمة رحب في بدايتها بالحضور، وقال: إن الأيام الخوالد في تاريخ الأمم تبقى شواهد حية لقدرة الشعوب والأمم على النهوض ورسم تاريخها بصورته المشرقة الزاهية، ولمعركة الكرامة في نفوس أبناء الأسرة الأردنية الواحدة أعظم الذكرى والاعتزاز والفخار عندما سطر جيشنا العربي على ثرى غور الأردن الطاهر بدماء أبنائه الزكية أروع ملحمة بطولية تاريخية، وسجل أول نصر تاريخي على الجيش الإسرائيلي المتغطرس، وحطم أسطورته وغروره.
ونحن نحتفل اليوم بالذكرى 49 لمعركة الكرامة، نستذكر معاً ذلك الانجاز الوطني الكبير، عندما أثبت الجندي الأردني، في الحادي والعشرين من آذار من عام ألف وتسعمائةٍ وثمانيةٍ وستين، أن الأمة ما زالت حيّة، وأن الوطن ما زال بخير، وأن أسطورة العدو الذي لا يقهر ليست أكثر من وهم لا أساس له، وأن كرامة الأمة وإن اهتزت في حزيران إلا أنها عادت أكثر شموخاً وصلابةً في آذار، حيث استطاع الجندي الأردني في ذلك اليوم بصموده وبسالته، والتفافه حول قيادته الهاشمية، أن يثبت للعالم أنه قادرٌ على الصمود، وقادرُ على الانتصار، فسلامُ على أرواح شهداء الكرامة، وسلامٌ على رجال الكرامة الذين ما زالوا يعيشون بيننا، وسلام على شهداء الوطن، في كل وقت وحين، فالشهادة لم تبدأ من يوم الكرامة، ولم تنتهِ في ذلك اليوم، فالتضحيات مستمرة ولن تتوقف، حتى يبقى الوطن عزيزاً، ويبقى أهله كراماً.
وبنهاية اللقاء قام رئيس مجلس أمناء الجامعة معالي الدكتور عزت جرادات، بتقديم درع الجامعة للفريق الركن فاضل علي فهيد، وقام بشكره على المعلومات القيمة والمفيدة التي عرضها للحضور بتسلسلية واقعية لما قبل المعركة، وأثنائها، ولنتائجها على المستوى المحلي، والعربي، والدولي.
وعلى هامش المحاضرة قام الفريق الركن فهيد، بافتتاح معرض صور معركة الكرامة، بتنظيم من المنطقة الشمالية العسكرية في مبنى عمادة شؤون الطلبة.