ندوة باليرموك حول "الاستيطان والتسوية السلمية"
المدينة نيوز :- رعى عميد كلية الآداب الأستاذ الدكتور زياد الزعبي ندوة بعنوان "الاستيطان والتسوية السلمية"، والتي نظمها قسم العلوم السياسة في الجامعة، وشارك فيها كل من الدكتور عبد الحميد الكيالي من مركز دراسات الشرق الاوسط، والدكتور نظام بركات، والدكتور أحمد نوفل من القسم.
وألقى الزعبي كلمة افتتاحية أكد فيها حرص الكلية على عقد الندوات والمحاضرات العلمية، وتعميق الاتصال بين الطلبة والخبراء، ورفع حصيلتهم الثقافية في مختلف المجالات، لافتاً إلى أن الاستيطان يعتبر مشكلة مـن المشاكل الكبرى في طريق التسوية النهائية بين الفـلـسـطـيـنـيـيـن والإســـرائيليين، لاسيما وأن المستوطنات التي أقيمت فوق الأراضي الفلسطينية استولت عـلـى الـمـيـــــاه والموارد الطبيعية والأرض، مما أثرت سلباً على الاقتصاد الفلسطيني .
وأشار الكيالي إلى أن المشروع الصهيوني ما هو إلا مشروعٌ استيطاني المتغير فيه التكتيك والسياسة المتبعة في تنفيذه، لافتا الى أننا عندما نتحدث عن الاستيطان فإننا نتحدث عن آيدولوجيا يتم تطبيقها على أرض الواقع، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بوجود الدولة الاسرائيلية.
واستعرض الكيالي بعض القراءات الايدولوجية لوزير الدفاع الاسبق موشيه ارينز، ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتنياهو، وقال إن آرينز في مجمل خطاباته يتعامل مع الفلسطينيين على أنهم غرباء، ولا يعترف بحقهم في فلسطين، وأن لهم وطنم الخاص وهو الأردن، وأن الضفة الغربية قلب الدولة الإسرائيلية.
وأشار الكيالي إلى أنه وفي قراءه متعمقة لتصريحات نيتنياهو نرى أنها تعبر عن فكرهِ الأيدولوجي فيما يتعلق بالاستيطان، ويتحدث عن الاراضي الفلسطينة على أنها أرض الأجداد وهي حق تاريخي للإسرائيليين، وأنه يرتكز في خطاباته على فكرة يهودية الدولة التي أصبحت تتقدم على فكرة شرعية اسرائيل الأممية، وعلى فكرة الهولوكوست بأن يكون للإسرائيلين وطن في فلسطين بعد ما عانوه في الحرب العالمية الثانية.
وأكد الكيالي على ضرورة فهم مستوى تفكير الجانب الرسمي الاسرائيلي فيما يتعلق بمسائل الاستيطان والتسوية، مشيراً إلى أن عمليات الاستيطان تعتمد على خطة ايغال آلون التي وضعت عام 1967 لتنفيذ المشروع اليهودي لتوسيع المستوطنات اليهودية، مشددا على أنه لا فرق في مصطلحات الاستيطان بين الحلف اليميني واليساري في اسرائيل.
بدوره تحدث الدكتور بركات عن العلاقة التي تربط عمليات الاستيطان بالقانون الدولي، باعتبارها العمود الفقري للمشروع الصهيوني في فلسطين، لافتاً إلى أن هذه العمليات ارتبطت بعدة عوامل تتعلق باعتبارات أمنية ترتكز على اختيار المواقع الإستراتيجية لإقامة المستوطنات الإسرائيلية عليها.
وأوضح بركات أن عمليات الإستيطان تمتاز بأنها استعمارية إحلالية، وأن القدس إلى الآن تعتبر منطقة دولية لم تحدد هويتها بعد، مشيرا إلى أن عمليات الاستيطان شهدت توسعا كبيراً بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية، وبات الإعلان عن مشاريع الاستيطان يتصدر المنابر الإعلامية الإسرائيلية.
وقدم الدكتور نوفل خلال الندوة تحليلاً لواقع مواقف السلطة الفلسطينية من عمليات الاستيطان، وردود الفعل العربية عليها، وأهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة دولياً لوقف عمليات الاستيطان التي شهدت تزايداً ملحوظاً بعد اتفاقية أوسلو.
وفي نهاية الندوة التي أدارها الدكتور وصفي عقيل رئيس قسم العلوم السياسية، وحضرها عدداً من أعضاء الهيئة التدريسية وحشداً من الطلبة القسم أجاب المشاركون على أسئلة واستفسارات الحضور.