معركة الأمعاء الخاوية
بدأ الأسرى الفلسطينيون في المعتقلات والسجون الإسرائيلية أمس معركة الأمعاء الخاوية ضد السجان الإسرائيلي لتحقيق مطالب إنسانية تضمن لهم حقوقا أقرتها المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة. الاسرى الفلسطينيون لايطلبون الكثير في اضرابهم المفتوح عن الطعام، فجل مطالبهم حقوق انسانية بسيطة يتمتع بها مساجين في أماكن اخرى، فيما تحرمهم سلطات السجون الإسرائيلية منها. الأسرى الفلسطينيون، وإن طالبوا من خلال قائد هذا الإضراب القائد الأسير مروان البرغوثي بأكبر حملة تضامن معهم فلسطينيا وعربيا ودوليا، إلا أنهم على اهمية عملية التضامن مع الأسرى، يعتمدون بالدرجة الاولى على إرادتهم.. فهذه الإرادة هي التي ستكسر قوة وجبروت سلطات السجون الإسرائيلية. فصبر الأسرى على الاذى والجوع والتعذيب، ووحدة صفهم هي السلاح الأمضى في هذه المواجهة المصيرية والمهمة في المعركة المتواصلة ما بين الأسير والمحتل، وأيضا بين الشعب الفلسطيني بكامل فئاته والاحتلال الاسرائيلي. نعم، هي معركة الأسرى، ولكن اذا ما نظرنا أوسع هي معركة الشعب الفلسطيني بمجمله، ضد هذا الاحتلال الغاشم الذي يعتقل ويقتل البشر، ويهوّد ويستوطن الأرض، ولا يلتفت لأي تشريعات أو حقوق انسانية، او عدالة، فهو (الاحتلال) تعود على العدوان، وسلب الحقوق والاعتداء على الانسان والارض دون أي مساءلة. إذن، هذه معركة الأمعاء الخاوية، وهي جزء من المعركة الأشمل للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، ولا بد من أن ينتصر فيها الأسرى ليصب نصرهم في خانة شعبهم الذي يواصل رغم كل الظروف المحلية والعربية والدولية التصدي لسياسات الاحتلال الإسرائيلي من قضم المزيد من الاراضي الفلسطينية وإقامة المستوطنات عليها، إن المعركة مفتوحة من اجل حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية وعلى رأسها المسجد الاقصى المبارك الذي يتعرض يوميا لانتهاكات واعتداءات اسرائيلية تهدف إلى تغيير واقعه تمهيدا لاقامة معبد يهودي على انقاضه. فمعركة "الامعاء الخاوية" لايمكن فصلها عن المعركة الاكبر للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، واي فصل لها من سياقها الطبيعي سيضعف موقف الأسرى.
إن معركة "الامعاء الخاوية" هي معركة الاسرى، ولكنها هي ايضا معركة كل الفلسطينيين والعرب والشرفاء في العالم، ولايجوز ومن غير المقبول أن يترك الاسرى وحدهم بمواجهة هذا المحتل، فالتضامن والتأييد والفعاليات اليومية في مختلف أنحاء العالم تشد من أزر الاسرى بمواجهة المحتل الإسرائيلي المجرم.
الغد 2017-04-18