تحديات الاعلام ومواثيق الشرف
جالت ندوة تحديات الاعلام ومواثيق الشرف الصحفي ،خلال فعاليات مكتبة الاسكندرية ،مطلع نيسان الحالي في خارطة العالم العربي ،فلم تجد تحدياً مهنياً ،لان الكفاءات العربية ذات مستوى مشهود لها ، ولم تجد تحدياً ادارياً ،لان العرب يديرون أعتى الفضائيات ،ويتواجدون على الخارطة العالمية ، ولا وجود لتحد مالي ومادي ، لان الامكانيات متوافرة حتى في الدول الفقيرة للانفاق على الاعلام.
لكن كان وقع تحديين هما الابرز ، بعد الاقرار بانه لم يعد ممكنا الحديث عن تحد يواجه الاعلام العربي ،لانه لم يعد هناك عالم عربي موحد الا بالاسم ،رغم روابط اللغة والعرق والدين والثقافة..الخ التي نتغنى بها عبر التاريخ.
التحدي الاول ،وهو هيمنة السلطة السياسية على الاعلام ،ترغيبا وترهيبا ،وبطرق مباشرة وغير مباشرة ، ما يفقده المهنية والمصداقية.
التحدي الثاني وهو عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب في اغلب مؤسسات الاعلام العربي ، فالسلطة تعين الاعلامي الذي يساند قراراتها ولا يناكفها ، ودائما يأتمر بأوامر الصغار قبل الكبار ،بل يتطوع ويلبي الرغبات قبل ان تصله الطلبات.
اما ميثاق الشرف الصحفي سواء المقترن بمؤسسات دولية أو عربية ونقابية ،فيأتي في ذيل محددات النشر والقوانين والانظمة التي يجب ان يلتزم بها الصحفي ،فهي بعد الدستور وقوانين المطبوعات والنشر ،وغيرها من أنظمة ،اضافة الى الاعراف والعادات وقيم المجتمع والاديان ،وما توافق عليه المجتمع ، تأتي بعد ذلك مواثيق الشرف ، التي نادرا ما تلتزم بها المؤسسات الاعلامية ،وكيف لاعلام العربي–كما صدر قبل سنوات ميثاق الشرف الصحفي للاعلام العربي–، بل وصل الامر بتمويل مواثيق شرف كمدونات سلوك ، في فعاليات معينة كالانتخابات أو حقوق الانسان ، ويطلب من الصحفي الالتزام بها ليرضي الجهات الداعمة.
في النهاية الاعلام العربي يعاني ،ومواثيق الشرف حبر على ورق.
الراي 2017-04-19