واضح ان الرئيس السوري، بشار الاسد، يعيش مرحلة قلق وانفعال مختلفتين عن كل الاوقات العصيبة التي مرت عليه منذ بدء الازمة السورية، وفقدانه السيطرة على حكم بلده.
السبب واضح، فالقصف الاميركي الاخير لمطار الشعيرات افقد الاسد يقينه بالمعطيات التي كانت بين يديه، وبدأ يشعر بأميركا جديدة، وروسيا قد تتخلى عنه لأجل ذلك.
في هذه السياقات، آفة ما قاله الاسد بحق الاردن في مقابلته الاخيرة مع وسائل الاعلام الروسية، فهو يتهمنا اننا ارض لا دولة، ويعلن تخوفه من عمليات عسكرية تنطلق من شمال الاردن، ويبدو انه مرتبك في استشراف مستقبل بقائه على رأس النظام في دمشق.
اتهامات الدولة والارض والتبعية لأميركا، لو قالها شخص غير الاسد كنا ناقشناها تحت عناوين من السيادة التي لم تعد مطلقة في كل دول العالم بلا استثناء.
لكنها حين تأتي من رئيس دولة لا يسيطر على ربع اراضي بلده، شرد الملايين من السوريين، وترك الجغرافيا للمتطرفين، واحتمى «بروسيا وايران»، وملكهم قرار نفسه، فلا يحق له ان يتحدث عن السيادة والارض والدولة؛ فمن كان بيته من زجاج توقف عن رمي الحجارة على غيره.
لكننا نقول للاسد: نحن دولة، والدليل الناصع على ذلك، اننا في السنوات الست الماضية تعرضنا لكافة اصناف الضغوط، لجعل حدودنا رخوة تجاه التفصيلات داخل بلدك المنفلتة فلم نفعل، لكننا في المقابل لسنا دولة عظمى يمكن ان تصمد امام الضغوط تكثر من ذلك.
رد الحكومة على تصريحات الاسد كان خجولًا، وله ما يبرره، حيث الاردن معني بضبط انفعالاته، وعدم انشاء حالة من التناسل لعداواته؛ فالمشهد الاقليمي بعمومه والسوري بشكل خاص ما زال على صفيح ساخن، ويحتمل كل النبوءات، فالحكمة ان ننتظر ونتريث، ولا ننساق لانفعالات قد تكون ضارة.
الأسد.. اللي بيته من زجاج
تم نشره الأحد 23rd نيسان / أبريل 2017 01:35 صباحاً
عمرعياصرة
السبيل 2017-04-23