ثلاث قصائد نازفة من حيدر محمود

المدينة نيوز – خاص وحصري - كتب رئيس التحرير : شجون حيدر محمود وهمومه لا تنتهي بانتهاء قصيدته التي فرغ منها للتو ، أو قبل عام ، هو في اتحاد دائم مع القلق ، ولكن : أي قلق ؟ ..
الذين يعرفون حيدر لا يتعبون في إدراك أن قلقه مصدره الأردن ، ووجهته الأردن ، وزفيره وشهيقه هذا الحمى الذي يتنفسه حيدر عيانا أو عبر صورة شعرية ذات وميض ملائكي ، غايته طرد الظلمة ، وشياطين " العتمة " .
ثلاث قصائد خصنا بها جملة واحدة شاعرنا الكبير ، فلنقرأها معا :
" 1 "
في السّيرك
حين اقتربَ " الرَّجُلُ النطاط ُ " مِنَ الخطـّْ
مَسَحَ النقطة َ من فوقِِ " الخاءِ "
فَحط ، وشالَ ، وشالَ ، وَحط ّْ !
فاضطرَّتْ أسرابُ البَط ّ، إلى ترْكِ الشَّط ّْ
ليظَلَّ " السّيركُ " لهُ ،
ولمن يُتقِنُ مَعَهُ " فـَنَّ النَّط ّْ ! "
صاحَ " المُتَفرِّجُ " من قَرفٍ : أختارُ الموتَ
على أَن ْ أَبْقى في هذا الزَّمَن ِ المُنحَط ّْ !!
" 2 "
أَعرِفُهم من أَظافِرِهم !
- : مَنْ أولئك يا سيّدي ؟!
- : كيفَ جاءوا إليكَ ، ومن أينَ ؟
أَعْرِف تلكَ الأظافرَ ( جارحة ً .. )
والخناجرَ ( ذابحة ًً )
والحناجرَ ( صائحة ً)
- : بي كما بكَ مِنَ غَدْرِها
وتـُسامِحُ ؟!
- : بي كُلُّ هذا الذي بِكَ مِنْ مُرِّها
وتصافِحُ ؟!
أَصْغِ إليَّ – ولو مَرَّةً !
قَبْلَ أنْ تَترُكَ الروحُ هذا الجَسَدْ !
أَصغ للعاشقينَ الذين إذا مَسَّكَ الشَّوْكُ
لَمََّته ُ عنك أَصابِعُهُمْ ،
وإذا هبَّتِ النارُ ، كانوا السَّندْ
أَصغِ لو مّرةً، ثم .. أَغْلِقْ فَمي للأَبدْ !.
" 3 "
لِمَ لـَمْ ؟!
هل تَغَيَّرَ وَجْهي أَنا ؟!
أَمْ تَغَيَّرَ " وَجْهُ البَلَدْ " ؟!
لَمْ تَطلْ غيبتي عَنه ُ ، لكنهُ حين شاهَدَني
لَمْ يُسَلِّمْ عليَّ كَعادتِهِ ..
ثـُمَّ .. لمّا اقترَبْتُ .. ابتـعَدْ !
قد رأَيْتُ الدُّموعَ بِعَينيْهِ ، وَهْوَ يُحَدِّقُ بي !
خائفا ً كانَ من " ساكنيهِ الجُدُدْ " !
خائفاً كانَ : مِنْ " لا .. أَحدْ " ! .
حيدر محمود
الشاعر الكبير حيدر محمود