ندوة "السينوغرافيا في المسرح" تؤكد انها كل ما يراه ويسمعه المشاهد من مؤثرات
المدينة نيوز:-اكدت ندوة، ان "السينوغرافيا في المسرح" كل ما يراه ويسمعه المشاهد من مؤثرات عدا النص والممثلين.
وفي الندوة التي نظمتها لجنة المسرح والدراما في رابطة الكتاب الاردنيين مساء امس الاثنين في قاعة غالب هلسة بالمقر الرئيس للرابطة، قال استاذ علم الجمال في جامعة فيلادلفيا، الدكتور مروان العلان في ورقة له بعنوان "جماليات السينوغرافيا في المسرح" إن السينوغرافيا هي فن تنسيق الفضاء المسرحي والتحكم في شكله بهدف تحقيق أهداف العرض المسرحي، الذي يشكل إطاره الذي تجري فيه الأحداث.
وبين في الندوة التي أدارها عضو اللجنة الناقد والمخرج الدكتور فراس الريموني ان السينوغرافيا هي فن تصميم عرض المسرحي وصياغته وتنفيذه، وتشكيل المكان المسرحي، أو الحيز الذي يضم الكتلة، والضوء واللون، والفراغ، والحركة، وانها محاولة إعادة بناء الواقع الخارجي بصورة مصغّرة ذات مدى محدود ومكان مقيّد, وفق بترا.
واوضح انها تشكل العناصر التي تؤثر وتتأثر بالفعل الدرامي الذي يسهم بصياغة الدلالات المكانية في التشكيل البصري العام، بحيث يعتمد التعامل معها على استثمار الصورة والأشكال والأحجام والمواد والألوان والضوء، وتؤثر وتتأثر بالفعل الدرامي الذي يسهم بصياغة الدلالات المكانية في التشكيل البصري العام، وتكوين الفضاء المسرحي وتشكيله عبر تأثيثه بمجموعة من العلامات السمعية والبصرية قصد توضيح معاني النص الدرامي وتفسير مؤشراته السيميائية والمرجعية.
ولفت إلى ان السينوغرافيا تحتاج إلى دراية كبيرة بمجالات التشكيل والهندسة المعمارية والنحت والـغرافيك والحفر، مبينا ان الفضاء المسرحي هو المكان الذي على الممثل ان يتحرك فيه لأداء عمله وهو الزمان الذي يتاح للممثل ليمكنه أن يؤدي دوره.
وتابع العلان انه لكل مسرح، سينوغرافيا خاصة به تحكمها مجموعة موضوعات لا يمكن الخروج عليها كالمساحة وطبيعة الفضاء وامتداداته في الجهات المختلفة، كما ان لكل مسرحية ما يخصها من سينوغرافيا تتطلبها طبيعة المسرحية وزمانها وفكرة المخرج التي يودّ إيصالها، مثلما تعتمد على مدى توافق السينوغرافيا مع معطيات المسرح والمسرحية والتي تساهم بتسجيل نقاط نجاحها.
وقال إن السينوغرافيا عرفت مع معرفة الإنسان للمسرح، فلا مسرح دون سينوغرافيا مهما كان بسيطاً أو قديماً أو ذا طبيعة حداثية، مبينا ان مكونات المسرح تخضع لطبيعة الوضع العام السائد من معتقدات ومستوى حضاري وثقافة عامة.
واشار الى انه عند الفراعنة سيطرت النزعة الدينية على المسرح بحكم التديّن الذي عاشه الناس هناك، في حين غرق المسرح الإغريقي في المادية الحّسّيّة، وحاول الرومان إحداث توافق بينهما خصوصاً مع ظهور المسيحية الأولى، بينما نرى النزعات الفلسفية المعاصرة أو نزعات العبث تسيطر على مسرح الحداثة وما بعدها.
وبين أن المخرج الحداثي في التجارب المسرحية الاخيرة، عمل على الاستغناء عن السينوغرافيا أو تقليل قيمة حضورها وأهميتها مكتفيا بأقل القليل فيما اكتظت مسرحيات ما قبل ذلك بسينوغرافيا كادت تطغى على قيمة المسرحية وأداء ممثليها خصوصاً في المسرح الشكسبيري والروماني.
وراى أن هناك عوامل عديدة تعزز من حضور جماليات السينوغرافيا وتتمثل بأنها كلما اقتربت من الواقع وجاءت مختصرة واخرجت المشاهد من فكرة المقارنة بين واقعيين واعطت للممثل مساحة اوسع للتعبير، وأحدثت توحيدا لذهن الممثل وذهن المشاهد في متابعة الأحداث، حملت قيمة جمالية اكبر وتأثير اعمق، لافتا إلى اهمية اتساع مدارك فني السينوغرافيا وتعدد مواهبه.
بدوره قدم المخرج فراس المصري في مشاركته بالندوة التي جاءت بعنوان "تطبيقات وتنفيذ السينوغرافيا والجماليات البصرية في المسرح"، عرضا بصريا لعدد من العروض المسرحية والاحتفالية التي نفذها كسينوغراف، لافتا إلى العناصر الجمالية ودلالاتها وتساوقها مع العرض المسرحي في عناصر السينوغرافيا المختلفة.
وقال المصري ان السينوغرافيا هي كل ما يؤثر على المتلقي في العرض المسرحي، لافتا إلى التطور التكنولوجي الذي ساهم كثيرا في تطوير السيوغرافيا في المسرح.
وكان الريموني استعرض خلال إدارته للندوة التي حضرها عدد من المثقفين والفنانين والمهتمين وشهدت نقاشا واسعا، تاريخ السينوغرافيا في المسرح عبر العصور منذ المسرح الاغريقي مرورا بعصر النهضة ووصولا إلى القرنين التاسع عشر والعشرين.
وبين ان السينوغرافيا هي تفكير صوري اكثر من ابداعي او ادبي، وانها مجموعة من الجمل الحركية، والشعاع، والضوء، والتكوين الحركي والراقص، مؤكدا اهمية التكنولوجيا في ما قدمته من إضافات للسينوغرافيا على المسرح في القرن الحالي.
ولفت الفنان حاتم السيد في مداخلة له الى غياب المتخصصين في فن السينوغرافيا في الاردن.