تفاؤل غير مبرر
تسود حالة تفاؤل غير مبررة بحلّ مقبل للقضية الفلسطينية، ونسمع من كلّ الأطراف المؤثرة تصريحات تعتبر أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب قادر على وضع القطار على السكّة، وإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات.
ولسنا نعرف ماذا يدور خلف الأبواب المغلقة، ولم يتسرّب شيء مهم عن اللقاءات الثنائية التي أجراها ترامب مع الاسرائيليين والفلسطينيين في واشنطن أو في المنطقة، ومع ذلك فالتفاؤل سيّد الموقف، وسقف التوقعات بات مرتفعاً ويُذكّرنا بالكثير من التحرّكات السابقة التي كانت تنتهي بالفشل.
ومن السهل جداً تفكيك عناصر الحالة الراهنة، ومن ثمّ توقّع الآتي، فالفلسطينيون قدّموا من التنازلات ما يجعلهم غير قادرين على تنازلات جديدة، والاسرائيليون يعيشون أزهى أيامهم من حيث الأمن الداخلي والخارجي، والسيطرة الكاملة على الأرض، والتوسّع الاستيطاني الذي لا يُقابل سوى بالاستنكار، ولا منطق يشي بأنّهم جاهزون للتخلي عن هذا الواقع.
الادارة الاميركية الجديدة بحاجة إلى انجاز ولو على الورق، وتريد تهيئة الأرضية اللازمة لمواجهة إيران، وكالعادة ففلسطين هي الشماعة التي طال ما تحمّلت مصائب المنطقة، حيث تأتي وعود السلام المزيّفة إليها في سبيل الدخول إلى حرب جديدة في مكان آخر.
السبيل 2017-05-24