«الأمن».. وحدودنا الشمالية

تم نشره الخميس 08 حزيران / يونيو 2017 01:29 صباحاً
«الأمن».. وحدودنا الشمالية
صالح القلاب

ما يجمع عليه الأردنيون كلهم.. كلهم بدون استثناء هو الثقة المطلقة بقواتهم المسلحة «الجيش العربي» وبأجهزتهم الأمنية، المخابرات العامة والأمن العام وقوات الدرك والدفاع المدني أيضاً، ولذلك وعندما يصدر أي بلاغ أو توضيح عن رئيس هيئة الأركان المشتركة إن بالنسبة للأوضاع على حدودنا الشمالية وإن بالنسبة لأي مستجدات في هذه المنطقة غير المستقرة التي تشهد يومياً ما يجعلنا، وبلدنا يحتل هذا الموقع الإستراتيجي والحساس، نضع أيدينا على قلوبنا لا خوفاً ولا خشية وإنما حرصاً على أن لا تكون هناك «غفلة»، لا سمح الله و سِنةٌ من نوم.

إن كل الأردنيين لا يريدون تدخلاً عسكرياً لقواتنا المسلحة في الأزمة السورية لكنهم كلهم أيضاً، مع أصحاب القرار وذوي الشأن مباشرة، في أن لا يصبح أمننا، أمن الأردن، مهدداً من الداخل السوري إن من القشرة الحدودية أو من العمق وحقيقة أنه عندما يصبح لحزب الله اللبناني ولغيره من التنظيمات المذهبية والطائفية التابعة للحرس الثوري الإيراني وللحشد الشعبي التابع للجنرال قاسم سليماني وجوداً ملاصقاً لحدودنا فإنه لا يمكن إلا أن يكون هذا تهديدٌ فعليٌّ وحقيقيٌّ للأمن الأردني وللعديد من المدن الأردنية الشمالية الحدودية.

إنه من حقنا إذا أصبحت الأراضي السورية، إن في القشرة الحدودية وإن في العمق، مصدر تهديد لأمننا ومدننا وقرانا المتآخمة أنْ نستهدف مصادر التهديد وأن نذهب إلى عمق «مغارة» الضبع لنقتله حتى لا يستغل غفلة منا أو سِنة من نوم ليأتي إلينا ويفترس أطفالنا وهذا حق لأي دولة تصبح أراضي أي دولة مجاورة أو بعيدة مصدر تهديد أن تدافع عن نفسها وبكل الوسائل وحتى بالتدخل المباشر البعيد المدى.

إننا لا نتعامل لا مع جوار حسن بالأساس ولا مع دولة آمنة ومستقرة فهذا البلد الشقيق العزيز.. سوريا التي مكانها ومكان شعبها في القلب وفي بؤبؤ العين باتت وللأسف في هذه الأوضاع المأساوية الخطيرة ساحة مفتوحة لعشرات التنظيمات الإرهابية ودولة محتلة بكل معنى الإحتلال وحيث أن هذا النظام الموجود في جزء من دمشق فقط لم يعد يملك من أمره شيئاً فالقرار أصبح في قلب العروبة النابض أولاً لروسيا وثانيا لإيران وثالثاً لمتدخلين آخرين ورابعاً لـ «داعش» و»النصرة» ولكل ما هبَّ ودب .

وهكذا وعندما يقترب حزب الله الذي هو باعتراف حسن نصر الله أحد الفيالق المقاتلة في جيش الولي الفقيه فإنه علينا أن نضع في حسابنا بل على رأس حساباتنا إننا إذا أصبح عمق الأراضي السورية أو قشرتها الحدودية مصدر تهديدٍ فعلي لأمننا الوطني فإننا يجب أن لا نتردد في الذهاب إلى مكمن الخطر وأن نقتل الضبع الكاسر الذي إنْ لم نذهب إليه ونقتله في عمق كهفه فإنه سيأتي حتماً ليأكل أطفالنا في عمق منازلنا وبيوتنا.

ثم وأنه يجب أن نضع أيضاً وعلى رأس حساباتنا أن هذا النظام الموجود ولو شكلياً وصوريا في جزء من دمشق :«يخاف ولا يختشي» وأنه سيعتبر بعض ما يصدر عنا من تأكيدات على عدم التدخل عسكريا في الأراضي السورية على أنه تردد سببه الخوف وهنا فإنه لا بد من الإشارة إلى أن هذا النظام نفسه بقي يتمسك باحتلال لبنان إلى أن صدر ذلك التهديد الأميركي المعروف وحيث بادر رئيسه، الذي هو هذا الرئيس، إلى الذهاب هرولة إلى ما يسمى :»مجلس الشعب» ليعلن إنسحاباً فورياً لجيشه ووجوده العسكري من الأراضي اللبنانية.. وهذا تأكيد على أنه: «يخاف ولا يختشي».

الراي 2017-06-08



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات