«الأمن».. وحدودنا الشمالية
ما يجمع عليه الأردنيون كلهم.. كلهم بدون استثناء هو الثقة المطلقة بقواتهم المسلحة «الجيش العربي» وبأجهزتهم الأمنية، المخابرات العامة والأمن العام وقوات الدرك والدفاع المدني أيضاً، ولذلك وعندما يصدر أي بلاغ أو توضيح عن رئيس هيئة الأركان المشتركة إن بالنسبة للأوضاع على حدودنا الشمالية وإن بالنسبة لأي مستجدات في هذه المنطقة غير المستقرة التي تشهد يومياً ما يجعلنا، وبلدنا يحتل هذا الموقع الإستراتيجي والحساس، نضع أيدينا على قلوبنا لا خوفاً ولا خشية وإنما حرصاً على أن لا تكون هناك «غفلة»، لا سمح الله و سِنةٌ من نوم.
إن كل الأردنيين لا يريدون تدخلاً عسكرياً لقواتنا المسلحة في الأزمة السورية لكنهم كلهم أيضاً، مع أصحاب القرار وذوي الشأن مباشرة، في أن لا يصبح أمننا، أمن الأردن، مهدداً من الداخل السوري إن من القشرة الحدودية أو من العمق وحقيقة أنه عندما يصبح لحزب الله اللبناني ولغيره من التنظيمات المذهبية والطائفية التابعة للحرس الثوري الإيراني وللحشد الشعبي التابع للجنرال قاسم سليماني وجوداً ملاصقاً لحدودنا فإنه لا يمكن إلا أن يكون هذا تهديدٌ فعليٌّ وحقيقيٌّ للأمن الأردني وللعديد من المدن الأردنية الشمالية الحدودية.
إنه من حقنا إذا أصبحت الأراضي السورية، إن في القشرة الحدودية وإن في العمق، مصدر تهديد لأمننا ومدننا وقرانا المتآخمة أنْ نستهدف مصادر التهديد وأن نذهب إلى عمق «مغارة» الضبع لنقتله حتى لا يستغل غفلة منا أو سِنة من نوم ليأتي إلينا ويفترس أطفالنا وهذا حق لأي دولة تصبح أراضي أي دولة مجاورة أو بعيدة مصدر تهديد أن تدافع عن نفسها وبكل الوسائل وحتى بالتدخل المباشر البعيد المدى.
إننا لا نتعامل لا مع جوار حسن بالأساس ولا مع دولة آمنة ومستقرة فهذا البلد الشقيق العزيز.. سوريا التي مكانها ومكان شعبها في القلب وفي بؤبؤ العين باتت وللأسف في هذه الأوضاع المأساوية الخطيرة ساحة مفتوحة لعشرات التنظيمات الإرهابية ودولة محتلة بكل معنى الإحتلال وحيث أن هذا النظام الموجود في جزء من دمشق فقط لم يعد يملك من أمره شيئاً فالقرار أصبح في قلب العروبة النابض أولاً لروسيا وثانيا لإيران وثالثاً لمتدخلين آخرين ورابعاً لـ «داعش» و»النصرة» ولكل ما هبَّ ودب .
وهكذا وعندما يقترب حزب الله الذي هو باعتراف حسن نصر الله أحد الفيالق المقاتلة في جيش الولي الفقيه فإنه علينا أن نضع في حسابنا بل على رأس حساباتنا إننا إذا أصبح عمق الأراضي السورية أو قشرتها الحدودية مصدر تهديدٍ فعلي لأمننا الوطني فإننا يجب أن لا نتردد في الذهاب إلى مكمن الخطر وأن نقتل الضبع الكاسر الذي إنْ لم نذهب إليه ونقتله في عمق كهفه فإنه سيأتي حتماً ليأكل أطفالنا في عمق منازلنا وبيوتنا.
ثم وأنه يجب أن نضع أيضاً وعلى رأس حساباتنا أن هذا النظام الموجود ولو شكلياً وصوريا في جزء من دمشق :«يخاف ولا يختشي» وأنه سيعتبر بعض ما يصدر عنا من تأكيدات على عدم التدخل عسكريا في الأراضي السورية على أنه تردد سببه الخوف وهنا فإنه لا بد من الإشارة إلى أن هذا النظام نفسه بقي يتمسك باحتلال لبنان إلى أن صدر ذلك التهديد الأميركي المعروف وحيث بادر رئيسه، الذي هو هذا الرئيس، إلى الذهاب هرولة إلى ما يسمى :»مجلس الشعب» ليعلن إنسحاباً فورياً لجيشه ووجوده العسكري من الأراضي اللبنانية.. وهذا تأكيد على أنه: «يخاف ولا يختشي».
الراي 2017-06-08