الأيدي النظيفة!

تم نشره الأحد 11 حزيران / يونيو 2017 12:45 صباحاً
الأيدي النظيفة!
خيري منصور

هناك عناوين تستدعي على الفور نقيضها، فالاسود يستدعي الابيض كما يستدعي القبيح الجميل، لهذا احسست ان عنوان مسرحية شهيرة لجان بول سارتر هو الايدي القذرة يستدعي ما نسميه الايدي البيضاء او الايدي النظيفة، اما الايدي القذرة في تلك المسرحية فهي التي لا تجازف بالعمل السياسي الاشبه بالمصارعة الحرة، حيث لا حدود ولا ضوابط لأن هناك من يتصورون ان السياسة ببرغماتيتها وذرائعيتها لا تعرف المحظورات او المحرمات وغاياتها تبرر الوسائل حتى لو كانت جرائم وابادات وقبورا جماعية .
وحين وصف ارسطو الانسان بأنه حيوان سياسي وليس ناطقا او ضاحكا فقط، فليس معنى هذا التعريف ان الانسان من حقه ان يفعل ما يشاء وان يتعامل مع الاخرين باعتبارهم اعداء مُحتملين الى ان يثبتوا براءتهم !
والايدي البيضاء او النظيفة هي تلك التي قررت منذ البداية ان لا تلطخ بالدماء، حتى لو احتال القاتل بارتداء القفاز الذي يخفي بصماته، فما من جريمة كاملة، حتى لو طوي الملف وسجلت الجريمة باسم مجهول، لهذا هناك جرائم اقترفت قبل عدة قرون وتم الكشف عنها الان بفضل تقدم العلوم وتنامي هاجس العدالة، فبعد موت نابليون منفيا في سانت هيلانة بزمن طويل اثبت العلماء انه مات مسموما بالزرنيخ من خلال فحص خصلة من شعره ثم العثور عليها .
ان المسافة بين الايدي النظيفة والايدي القذرة هي ذاتها المسافة بين الادمي والوحش، والبشرية التي كدحت الاف الاعوام كي تتحرر من سطوة الغرائز وشريعة الكهف والغاب كان لا بد لها ان تنتهي الى منظومة مفاهيم وقيم تتطلب حراستها سهرا متواصلا، وتربويات اخلاقية رادعة!
ولدينا من القرائن في مطالع هذه الالفية الثالثة ما نجزم بأن الوحش الهاجع في الانسان وجد من يوقظه ويشحذ انيابه ومخلبه، فالبناء سواء تعلق بالثقافات او بالمعمار صعب وباهظ التكلفة لكن الهدم والتدمير ميسوران لأي احمق، وهناك كتاب شهير للألماني ستيفان زفايج بعنوان بناة العالم عن رواد ساهموا في ترسيخ قيم الحضارة ولم يخطر ببال الرجل ان هذا القرن الجديد كان على موعد مع عنوان مضاد هو مدمرو العالم وهادموه!

الدستور 2017-06-11



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات