لماذا لا يرتبط سميح بينو بمجلس النواب بدل ارتباطه بالحكومة ؟

المدينة نيوز – خاص – محرر الشؤون المحلية - : لا ندري هل تغيير الأسماء والوجوه في هيئة مكافحة الفساد عمل ناجح وناجع ، أم أن القضية لا تعدو كونها تغيير وجوه وتبديل أسماء .
سميح بينو ، رجل المخابرات السابق ، والذي كانت له صولات وجولات في عدد من المحاور الأمنية ، يتسلم هذا الاوان رئاسة هيئة لم يقتنع بها الأردنيون للآن ، دون أن يعني ذلك أنها غير ضرورية أو غير مفعلة ، بل لأسباب لها علاقة بطريقة عملها وآليته ، فتعاطيها مع الملفات التي ترد إليها أو تحقق فيها يجري عليه مصطلح ( مكتوم وسري ) وليذهب الرأي العام إلى الجحيم .
لا نشكك أبدا بالهيئة وبطاقمها من رئيس إلى أعضاء عاديين ، بل نطلب أن يكون الرأي العام مطلعا على ما يجري من قضايا تم حسمها ، ولا نقول القضايا التي يتم التحقيق فيها لكي لا نتهم بأننا نريد نشر الإحتمالات .
مشكلة الهيئة المذكورة أنها ترتبط برئيس الوزراء مباشرة ، في كل ما يتعلق بها ، فهو الذي يعين رئيسها ، وهو الذي ينهي تعيينه ، والأجدى أن ترتبط الهيئة بمجلس النواب حتى لو اضطررنا إلى تعديل دستوري ينص على ذلك ، فرئيس ديوان المحاسبة – مثلا - لا يرتبط برئيس الحكومة لأن مجلس نواب قرر ذلك ، بل لأن الدستور هو الذي قرر ذلك ، والمآخذ التي تؤخذ على الهيئة أنها وبرغم أنها تتمتع في ممارستها لمهامها وأعمالها بحرية واستقلالية دون أن يتدخل بعملها أي جهة ، إلا أن شرط ارتباطها برئيس الوزراء يضعف هذه الهيئة ويجعلها رهينة الحكومة ، أي حكومة .
الذي يطالع قانون هيئة مكافحة الفساد يجد كثيرا من المواد والبنود الجيدة ، ولكن هل طوال فترة تسلم عبد الشخانبة للهيئة تم إنجاز عشر ما هو مطلوب منها ..
لم نسمع في عهد الشخانبة أنه تم حجز الأموال المنقولة وغير المنقولة لمشتبه بهم ومنعهم من السفر وطلب كف يد أحد عن العمل ووقف راتبه وعلاواته وسائر استحقاقاته المالية ( قضية المصفاة تم تنفيسها ) ولم نسمع أن الهيئة قامت بـ " كبسة " على وزارة أو مديرية أو مؤسسة من تلقاء نفسها بحيث تجري تحريات وتحقيقات كون هذا الأمر من صلاحياتها ، ولم نسمع عن كشفها المخالفات في أي قضية عرضت عليها وما إلى ذلك من صلاحيات ، بل إن كل ما كنا نسمعه أن فلانا اشتكى للهيئة ، وعلانا بعث بوثائق للهيئة ، ونقطة .
مطلوب من السيد سميح بينو ، ابن الدولة ، أن يفعل القانون الذي هو مسؤول عن تطبيقه ، ومطلوب منه أن يراعي عند مباشرته عمله وقد باشر فعلا ، أن في البلد مثقفين ومراقبين ومواطنين أوجعهم الفساد والمفسدون وبلغ بهم الضيق مبلغه ، ونحن في هذا الموقع الاردني الهوى والهوية ، لطالما تعرضنا لانتقادات كوننا ننشر قضايا فساد ولا نتابع مصيرها لدى الهيئة أو غيرها ، مع أن هذا الامر ليس من اختصاصنا ، ومن أجل ذلك قلنا في متن هذا التقرير : إننا نطالب بان تكشف الهيئة عن ملفاتها ، وإلا فكيف يرتدع اللص ، ومن أين يؤخذ الحرامي ..؟
نبارك لبينو ولطاقمه ، ونهمس في أذنه : قلبوا صفحات المدينة نيوز ، وادخلوا على باب : " مزيد من االقضايا الساخنة " ونحن كفيلون بأنكم ستصيدون صيدا ثمينا .
دعونا نساعدكم في مهمتكم ، تعاونوا معنا ولا تغلقوا الابواب دوننا إن طلبنا ملفا أو معلومة ، .. وإن لم تفعلوا ذلك فإن عملنا وعملكم سيذهب سدى .
أخيرا فإننا نكرر القول بأن : المهم والأجدى أن يكون رئيس الهيئة مرتبط بمجلس النواب وليس برئيس الحكومة .
والله والوطن من وراء القصد.