عبّاد رمضان..!!

تم نشره الجمعة 16 حزيران / يونيو 2017 12:49 صباحاً
عبّاد رمضان..!!
حسين الرواشدة

في رمضان تمتلئ المساجد بالمصلين: رجال استيقظت ضمائرهم يبحثون عن طاقة تجدد ايمانهم، وشباب أخذهم الصيام نحو طريق الهداية بعد غفلة او ضلال، وصغار اصطفوا الى جانب آبائهم فرحين بتذوق حالة جديدة من الخروج عن المألوف، او الانضمام الى صفوف الكبار، مشهد يُدخل السعادة الى القلب حقا، ويطمئننا على انتصار الفطرة متى وجدت من يزكيها ويدّلها على الصراط المستقيم، لكن بعض اخواننا الخطباء لم يستوعبوا الفكرة، او انهم – ان احسنت بهم الظن – يبحثون عن المثال بعيدا عن الواقع، وعن الصورة الكاملة للايمان كما يفهمها من موقعه كإمام لا انسان يخطئ ويصيب.
احدهم لم يجد ما يستقبل به هؤلاء الضيوف الجدد من رواد المسجد الا بوصفهم عبادا لرمضان او عبادا للجمعة ، وسواء فهمها المنصتون الى خطبته، والمتعبدون بصمتهم امامه، في اطار الشتيمة التي تلصق بهم هذا الاتهام، او حتى في اطار الوعظ الذي يسود خطابنا المغشوش حين يجلد الناس ويعاقبهم بدل ان يستوعبهم ويتوجه اليهم بالحكمة والموعظة الحسنة، فإن النتيجة واحدة: تنفير الناس من المسجد، واغلاق ابواب التوبة المفتوحة من الله تعالى امامهم، واشهار الفشل في استقطابهم وخسارتهم بالتالي بدل تشجيعهم على العودة للدين، او تكريمهم – بالكلام الجميل والاحترام الواجب – كضيوف على موائد الرحمن، لا موائد الخطباء الذين يريدون ان ينصبوا انفسهم قضاة باسمه تعالى، او حجابا على ابواب الكريم عز وجل.
الناس الذين تزدحم بهم المساجد في رمضان ليسوا عبادا لرمضان، وانما ضيوف على ربهم الذي فرض عليهم الصيام، وبعض اخواننا الخطباء لا يدركون حقيقة هذه الفريضة التي أيقظت الايمان داخل نفوس وضمائر المقبلين على الله، ولا ذلك السرَّ الذي قادهم الى طريق الهداية، انهم – سامحهم الله – يتصورون بأنهم – وحدهم – مبعوثو الارادة الالهية لتأنيب الناس على توبتهم، او محاسبتهم على طاعتهم، او ادخالهم في الملّة وإخراجهم منها بكبسة زر واحدة، لقد اختلطت في اذهانهم انواع الهداية ومراتبها، فتخيلوا انهم من غير طينة البشر الذين يصيبون ويخطئون او بأن وظيفتهم هي توزيع الناس على الجنة والنار، او تقسيمهم الى مؤمنين كاملين، وآخرين مذبذبين او مذنبين، ناسين ان الهداية من الله وحده، وان وظيفة الواعظ هي التدليل إليها وحث الناس عليها، وعدم اشهار الاحكام، او الصفات التي تخرج ايمانهم، او تنفرهم من السلوك الى مراتب الهداية.. خطوة خطوة.
اذا كان ثمة عباد لرمضان وآخرون للجمعة.. كما يقول صاحبنا فإن اثم نفورهم من الاقبال على المساجد في غير هذه المواسم يقع على امثاله من الدعاة والخطباء والوعاظ الذين لم يحسنوا استقبالهم وقد وفدوا إليهم، ووضعوا قلوبهم وعقولهم في دائرة بثهم وعلى مرمى ذبذباتهم، ولم ينجحوا – ايضا – في اقناعهم او التأثير فيهم، فمن يلوم من اذن، ومن يتحمل مسؤولية هذا التنفير: عبّاد رمضان، ام هؤلاء الذين أفتوا بغير علم، او دعوا من دون فهم لمقاصد الدين، او جلدوا الناس بأسواط العذاب، او قرعوهم بأسوأ الالقاب..
انك لا تهدي من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء . صدق الله العظيم

الدستور 2017-06-16



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات