مُجَرد رأي
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو لأحد الأشخاص ، وهو يتحدث وكأنه ينصب نفسه المرشد الأعلى للإصلاح ، وقد ذكر فيه ألفاظ نابية من أسوأ ما سمعت ، لشخص يتفوه بها بحجة إيصال رسالة توعوية ، ألفاظ تخدش الحياء وألفاظ سوقية ، استخدمها المذكور لوصف حالة يدعي أنه شاهدها وأنها استفزته ، ولن أخوض بعباراته التي أساء بها للنساء والرجال على حد سواء ، ومن أراد أن يسمعها _ وأنا لا انصح بذلك _ فليبحث ، وبسهولة سيجد تلك المحاضرة ، في ذلك الفيديو المسيء .
ما أريد قوله هنا ، هو أنه فات على صاحب الفيديو قول الله تعالى في سورة النحل ، (الآية 125 )( أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ،وجادلهم بالتي هي أحسن ، إن ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله ، وهو اعلم بالمهتدين ) صدق الله العظيم .
فلم يقل الله سبحانه وتعالى ، استخدم الألفاظ النابية والمسيئة للآخرين بحجة الإصلاح ، أين الحكمة والموعظة الحسنة فيما ذكرت ، بل أين المجادلة بالتي هي أحسن ، كما ذكر سبحانه وتعالى ، وأنت تذكر في حديثك بأنك تحافظ على الصلاة جميعها في المسجد .
إعلم أن الدين هو المعاملة ، وأن حرية الشخص تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين ، أمَا أن تتطاول بهذا الشكل حتى تصل إلى تشبيه ما خلق الله عز وجل ( بأسوأ من كندرتك ) وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الإسراء (الأية 70) ( ولقد كرمنا بني آدم ) أين الرسالة من هذا الحديث ، أم هو هدف للشهرة والترويج للذات ، حتى ولو كان ذلك على حساب الآخرين ، وكأنك تتبع مقولة الغاية تبرر الوسيلة .
كنت أتمنى عليك ، وعلى أي شخص يشاهد منظر يستفزه ، ويريد تغييره أو تعديله ، أن يقدم رسالة توعوية يركز فيها على سلبيات المشهد ، وكيف يمكن تغييره او تعديله ، بدون التعرض للإساءة للآخرين واستخدام عبارات لا تليق بالإنسان ذكراَ كان أم أنثى .
ويجدر بنا أن لا ننسى أن المرأة هي نصف المجتمع ، فهي الأم والأخت والابنة ، وهي المربية ، وكلنا يعلم أن وراء كل رجل عظيم امرأة ، فإن ظهر تصرف لا يليق هنا او هناك ، فيجب أن لا نعمم هذا التصرف على الجميع وننشره عبر وسائل التواصل التي أصبحت بأيدي البعض أداة لجلد الذات وللإساءة ، ولتحقيق غاية في أنفسهم .
فهناك الكثير من القضايا التي نحتاج إلى الحديث عنها ، ولكن بأسلوب لبق لا يخدش السامع أو المشاهد ، وبالتالي نوصل الرسالة التي نريد بالحكمة والموعظة الحسنة ، وإن احتاج الأمر الى الحوار والمجادلة فلتكن بالتي هي أحسن .
فتحية للمرأة أينما كانت وفي مختلف مواقعها ، فهي لا تستحق أن نشهر بها أو نسيء إليها بحجة التعبير عن موقف أو بنية الإصلاح .
قال تعالى ( لو كنت فظاَ غليظ القلب لانفضوا من حولك) الآية (159) سورة آل عمران , هذا هو توجيه رب العالمين لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
لذلك وجب الاعتذار من صاحب هذا الفيديو عن العبارات المسيئة التي تحدث بها ، وحتى لا يكون كما قالوا تمخض البعير فولد فأراَ