هجوم الأقصى.. رسالة الخيارات القادمة
انهم من اسرة جبّارين من في ام الفحم الواقعة في مناطق فلسطين الـ48.
هذا الهجوم بنوعيته وطبيعة منفذيه الجديدة ورمزية مكانه، جاء ليذكر بمجموعة كبيرة من الرسائل المتنوعة في مضمونها وفي عناوين المرسل لهم.
هي تقول للمشروع الوطني الفلسطيني المريض، ان ثمة خيارات اخرى لدى الشعب الفلسطيني، قادرة على خلط الاوراق، وقادرة على انتاج الجديد في كل مرحلة.
هي تقول ايضا، لمحمود عباس، انك عاجز، غير قادر على تعريف الصواب من الخطأ، فالاصل الصحيح المنطقي ان يهاتف عباس عائلة جبّارين معزيا مهنئا لهم، لكنه لم يفعل، بل سارع الى الحديث مع نتنياهو، معزيا معتذرا، ادان العملية، صمت على اغلاق المسجد الاقصى، ما يؤكد ازمة شرعية الرجل، وازمة هوية تنظيمه.
العملية بضخامتها، وجرأة منفذيها، اربكت العدو، فاللغة المقاومة جديدة وقابلة للتعميم، كما انها جعلت اسرائيل اكثر قناعة بأن الشعب الفلسطيني لن يستسلم مهما استسلمت سلطته، بل العلاقة بينهم عكسية باضطراد.
العملية ايضا تقول بوضوح، من خلال منفذيها القادمين من ام الفحم، ان التعايش مع الاسرائيلي مستحيلة في كل ارجاء فلسطين.
فمشروع الدولة اليهودية الذي يؤسس له في كل يوم، سيكون سببا في تغيّير موضوعي لطبيعة تفاعل الفلسطينيين داخل الخط الاخضر مع الصراع برمته، وهذا يفسر الاستماتة الكبيرة من قبل هؤلاء وحساسيتهم في الدفاع عن الاقصى.
هجوم الاقصى يؤشر بوضوح على انه عابر، وربما سيكون عابر جدا، لتقسيمات المشهد الفلسطيني المؤلمة (حماس، فتح عباس، فتح دحلان، باقي التنظيمات)، وانه ثمة حالة غير رضى على تراجع اداء المقاومة، وعلى طريقة حل الخلافات البينية الفلسطينية.
مرة اخرى، وليست اخيرة، هناك في فلسطين التاريخية، لا نستثني بقعة منها، هناك رجل مؤمنون بقضيتهم وعدالتها، مؤمنون ان موازين القوى وظلم ذي القربى لن يثنيهم عن واجب المقاومة والمحاولة والاستمرار، وهؤلاء قادرون كل يوم على تحريك المعادلات وقلب التوازنات واعادة فلسطين الى صدارة الحدث والحديث.
السبيل 2017-07-16