حيتان تلهط وأسماك تتورط !
المدينة نيوز – خاص – داليدا العطي - : لو كنت موظفة في مؤسسة استثمار الموارد الوطنية لفرحت جدا بقرار الحكومة إحالة ملف المؤسسة لمكافحة الفساد ، ولتيقنت بأن القضية مرحب بها لدى كل الناس في البلد .
غير أنني لو كنت في مؤسسة الموارد البشرية وأبلغت بالإستغناء عن خدماتي فلسوف ألبس ثوبا من لاءات مقصوصة كما فعلت فتاة الخس ، ولأقمت خيمة في الدوار الرابع وحملت شاكوشا وتنكة زيت فاضية ، وبدأت أطبل على التنكة حتى يسمعني الرئيس ويحل مشكلتي من أساسها .
ما ذنب موظفي مؤسسة استثمار الموارد الوطنية وتنميتها التي أحيل ملفها إلى سعادة السيد سميح بينو الذي تولاها رسميا أمس ، هل يعقل أن يذهب عشرات الموظفين بجرة قلم ، ويطردوا إلى الشوارع من أجل أن الملف أحيل لمكافحة الفساد .. كما يقولون برسالة وصلتني ..
من قال ذلك ، ولماذا لم يحسب حساب هؤلاء الذين استدانوا من البنوك ( على أمل أنهم موظفو حكومة وبإمكانهم السداد ) ما ذنبهم أن ملف مؤسستهم أحيل إلى المكافحة ، هل هم من سرق ونهب ، ولماذا يحكم عليهم قبل أن يقول طاقم السيد سميح بينو كلمته النهائية بشأن ملف مؤسستهم .
الخطوة الجبارة التي أحال بموجبها رئيس الحكومة هذا الملف إلى مكافحة الفساد لقيت ارتياحا كبيرا من قبل كل الناس ، وأثنى الناس على الرئيس وطالبوه بالمزيد ، ولكن الموظفين راحوا في شربة مي ّ يا دولتك ..
لقد تم إبلاغهم أن يبحثوا عن عمل ، لأن المؤسسة لن تعود ثانية وسيتم تصفيتها ، فدهس هؤلاء في الطريق ، طريق الحوت أو الحيتان الذين لهفوا وبلعوا وتخموا على حساب البلد .
اتقوا الله بموظفي المؤسسة ، فهم لا علاقة لهم بشيء ، ومن يثبت أنه متورط ألحقوه بمن تورط من رؤوس كبيرة ، وانشروا صورته لنتشفى به على رؤوس الأشهاد ، ومن ليس عليه شيء ، فإنه مطلوب أخلاقيا وقانونيا ودستوريا حتى أن لا نلقي بهم وعائلاتهم في الشوارع فالشارع فيه ما يكفيه ، وإن فعلنا نكون قد ارتكبنا جريمة بحق أطفال ونساء ومرضى وعائلات بكاملها تعد بالمئات.
المهم : لا تدمروا مواطنين أردنيين بحجة شبهة فساد ، فالمواطن خط أحمر ، هكذا قال الملك .
حمى الله الأردن .