مشاريع التصهين الجديدة
![مشاريع التصهين الجديدة مشاريع التصهين الجديدة](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/037cd3f34de57219ed37edf2c93e07f7.jpg)
فشل الكيان الصهيوني في فرض إرادته على الشعب الفلسطيني يوم الجمعة الفائت؛ فرغم الشعور الاولي بالارتياح لدى قادة الكيان في الساعات الاولى، الا انه سرعان ما تحول الى كارثة حقيقية خصوصا بعد متابعة ردود الفعل الشعبية في العالم العربي والاسلامي الذي بدأ بالتفاعل مع هذا الحدث عبر تظاهرات تعد في بداياتها الاولى لدعم الفلسطينيين في الاقصى، منذرة بتحركات اوسع تمتد على مساحة اكبر في العالم الاسلامي.
فالتحركات الواسعة في العالم العربي والاسلامي تمثل بداية لتحركات اوسع، معيدة للقدس وللصراع مع الكيان الصهيوني مكانته الصحيحة في معادلة الصراع الاقليمية والدولية، ومحرجة حلفاءه من المتصهينين والمطبعين الجدد الذي اندفعوا على غير هدى للتحالف مع الكيان في السر والعلن لتحقيق مشاريعهم الصغيرة.
المواجهة في الاقصى سرعان ما اتخذت منحى اكثر خطورة بهجمات على المستوطنات اودت بحياة ثلاثة من الصهاينة المحتلين المستعمرين للارض الفلسطينية، وهي ضربة موجعة اثبتت ان الكيان غير قادر على خوض المواجهة وغير قادر على حماية نفسه فكيف له ان يقدم الحماية للمتصهينين والمطبعين او ان يساعدهم في تحقيق طموحاتهم الصغيرة.
ما حدث يوم الجمعة مثل ضربة قوية للمطبعين الجدد ولظاهرة التصهين ومشروعه، خصوصا لدى نخب مزورة باتت تمثل تهديدا للاستقرار في المنطقة العربية، كما تمثل ذروة الاختراق الصهيوني في العالم العربي. في المقابل فإن عمليات التعبئة على مدى السنوات الثلاث الماضية بدأت تؤتي أوكلها في فلسطين، مهددة بتغيير معادلة الصراع بالكامل؛ إذ استخدمت كافة الادوات المطورة خلال السنوات الثلاث الماضية، واصبحت حاضرة ودفعة واحدة في مواجهات الامس.
الخسائر الاولية للكيان الصهيوني ليست مبشرة؛ فهي تمثل الدافع الحقيقي للمعركة باستعراض قدرته على فرض ارادته، وتمرير سياسته، مختبرا قوته وقوة تحالفاته الجديدة القديمة مع المتصهينين، لتثبت وعلى حين غرة ان ما ظن انها عناصر قوة تحولت الى عناصر ضعف وثغرة مدمرة؛ فمعركة القدس ادخلت الكيان في حرج كبير، واثبتت محدودية قدراته وامكاناته الفعلية، وعدم قدرته على الايفاء بوعوده للمتصهينين.
أما الخسارة الكبرى فستكون بإعادة توجيه بوصلة الصراع نحو الاراضي الفلسطينية والاقصى لتنطلق جولة جديدة من الصراع في وقت ظن فيها انه يملك القدرة على فرض ارادته، ليجد نفسه عالقا في عنق الزجاجة، ومهددا في وجوده ومقولاته الاساسية؛ الامر الذي سيدفع الكيان الصهيوني الى مزيد من الجنون والاجراءات القمعية التي ستدمر البقية الباقية من قدراته على الردع والمواجهة، كما ستدمر تحالفاته واختراقاته العميقة داخل العالم العربي، وستنهي مشاريع التصهين الجديدة نهاية بائسة.
السبيل 2017-07-23