الفيصلي حيث تحلق النسور
الفوز الذي حققه فريق الفيصلي لكرة القدم على نظيره الأهلي المصري في مستهل المنافسة على لقب بطولة الأندية العربية التي تقام في مصر، يتجاوز مفهومه "التاريخي" كونه الأول للفيصلي في المواجهات الرسمية بينهما، إلى أنه يؤكد حقيقة لا لبس فيها، وهي أن فريق الفيصلي "ومع الاحترام والتقدير لبقية الفرق الأردنية"، هو أفضل من يحقق النتائج الايجابية في المشاركات الخارجية للأندية الأردنية، ولذلك فإن التاريخ يسجل للفيصلي حصوله على لقب كأس الاتحاد الآسيوي مرتين والوصافة مرة، وكذلك وصافة ثلاث بطولات عربية هي: بطولة الأندية أبطال الكؤوس وبطولة النخبة ودوري أبطال العرب.
صحيح أن مشوار البطولة ما يزال في بدايته، وأن جائزة اللقب البالغة 2.5 مليون دولار تسيل لعاب كل الفرق المشاركة، لكن الفوز على الأهلي المصري في حد ذاته يعد انجازا يعتد به، حتى وإن لعب الفريق المصري بغياب عدد من أعمدته الرئيسة لاسباب مختلفة، وهذا ليس ذنب الفيصلي الذي اجتهد في المباراة وقدم افضل ما عنده، ولقن الفريق المصري درسا بليغا في كيفية احترام المنافس، لأن الأهلي حين لعب بتشكيلة غير اساسية، ظهر وكأنه يستهتر بمنافسيه في المجموعة، ولذلك فقد يدفع ثمنا باهظا ربما يكلفه الخروج من الدور الأول للبطولة.
ما يعنينا في المقام الأول أن ممثل الكرة الأردنية قدم نفسه بصورة مشرفة كمنافس حقيقي على اللقب، وظهر الفريق بصورة مطمئنة لاسيما في الشوط الثاني، فكان قويا في الجانبين الدفاعي والهجومي، وتعامل مع منطق المباراة بذكاء، وفعّل كل عناصر اللعب واستثمر اوراقه الرابحة، والاهم من ذلك كله، أن الفريق لعب بروح قتالية عالية وامتلك إرادة الفوز، ولم يأبه لتاريخ المنافس ومكانته العربية والافريقية بل والعالمية ايضا، ولم يأبه لامكانياته المادية الهائلة، وامتلاكه لورقتي الارض والجمهور، بل لعب حسب امكانياته وامكانيات المنافس على أرض الملعب فقط.
المطلوب من الفيصلي كفريق أن يحافظ على ما تحقق من انجاز ويبني عليه في المباراتين المقبلتين أمام فريقي حسين داي الجزائري والوحدة الإماراتي يومي الثلاثاء والجمعة المقبلين وصولا إلى دور الأربعة بإذن الله، فلكل مباراة ظروفها، والفوز على الأهلي المصري صاحب التاريخ والامجاد الكروية، لا يعني أن الطريق سالكة بسهولة لتجاوز المنافسين الآخرين، بل يعني ذلك ارتفاع وتيرة التحديات وتنبه المنافسين لخطورة وطموحات الفيصلي، وبالتالي يفترض أن ينسى لاعبو الفيصلي الفوز على الأهلي ولا يحلقوا عاليا، بل عليهم الالتفات جيدا للمنافسين المقبلين واعتبار كل مباراة بطولة بحد ذاتها.
الفيصلي بأدائه ونتائجه خلال الموسم الكروي المحلي الماضي والمشاركة العربية الحالية، يعيد إلى الاذهان صورته الرائعة التي ظهر عليها في سنوات خلت، ويؤكد مجددا أنه بالفعل نسرا شرسا يجيد التحليق في السماء قبل أن ينقض على فريسته ويلتهمها بنهم.
كل امنيات التوفيق لفريق الفيصلي في مشواره العربي، لعله يتمكن من العودة إلى عمان باللقب، وهذه الجائزة المالية الكبيرة ستمنح الفريق قوة دفع اضافية تجعل منه فريقا قويا على الساحتين المحلية والخارجية، خصوصا وأنه اصبح يمتلك نجوما اساسية مميزة وعناصر بديلة لا تقل مهارة عن الاساسية.
الغد 2017-07-24