عكرمة صبري : الضغط الامريكي افقد الاردن ورقة رابحة بقضية الأقصى
المدينة نيوز :- يؤكد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري أن إسرائيل تبحث عن سلم للنزول عن الشجرة العالية التي تورطت بالتسلق عليها لتغطية هزيمتها، داعيا الفلسطينيين للثبات والصبر والانتصار للأقصى حتى وإن كانوا لوحدهم في هذه المعركة على الحرم القدسي الشريف. ويشغل مفتي الديار المقدسية السابق د. عكرمة صبري رئاسة الهيئة الإسلامية في القدس ومناصب أخرى في القدس المحتلة منذ ريعان شبابه.عرف عن الشيخ عكرمة تصديه دوما للانتهاكات الإسرائيلية ولعمليات التهويد التي تقوم بها، ووقف في تموز/يوليو 2017 على رأس الفلسطينيين الرافضين لقرار إغلاق باحات الأقصى، وأصيب يوم 18 تموز/يوليو برصاصة مطاطية بعد أن هاجمت قوات الاحتلال المصلين في الحرم القدسي الشريف.
كما عرف عنه عدم مجاملته للنظام واختلافه في بعض المحطات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ولد صبري عام 1936 في مدينة قلقيلية الفلسطينية شمال الضفة الغربية، وكان والده قاضيا شرعيا لبيت المقدس وعضوا في محكمة الاستئناف الشرعية.
في حديث لـ «القدس العربي» يوضح د. عكرمة صبري الذي شغل عدة مناصب رفيعة منها مفتي الديار المقدسة، أن العدوان على المسجد الأقصى لم ينته بعد رغم إزالة البوابات الالكترونية. منوها إلى أن العدوان مستمر على الأقصى بسبب إغلاق الجسور والأبواب حيث أن الاحتلال فتح ثلاثة أبواب فقط من أصل سبعة هي الأسباط، والمجلس والسلسلة.
المطلوب استعادة السيادة على الحرم القدسي
ويشيد الشيخ صبري بالموقف الموحد للمرجعيات الدينية والفعاليات الوطنية في القدس المحتلة والرافض لإجراءات الاحتلال وبدائل البوابات الإلكترونية. ويشدد على أن المطلوب الآن استعادة السيادة على الحرم القدسي والأوضاع الراهنة التي سادت فيه حتى 14 تموز/يوليو الحالي. ورغم تجربته الواسعة في كل الأزمات التي تعرضت لها مدينة القدس منذ استكمال احتلالها عام 1967، يقر الشيخ عكرمة صبري أنه وبقية زملائه في المرجعيات الدينية قد فوجئوا بقوة رد فعل الشارع الفلسطيني على طرفي الخط الأخضر وهبتهم الفورية انتصارا للأقصى. ويرى أن هذا الزخم والمد الواسع بالتكافل والتضامن مع القدس والأقصى مرده في الأساس إدراك الفلسطينيين أنهم باتوا وحدهم وجها لوجه مع الاحتلال ولتفاقم اعتداءات المستوطنين على الحرم القدسي ومحاولات أذرع الاحتلال انتهاك قدسيته وتحقيق مطامعها فيه بواسطة استراتجية الخطوة خطوة ومن خلال جس نبض الفلسطينيين وسواهم. ويشيد صبري بهبة المقدسيين الذين خرجوا للشوارع وانتصروا للأقصى بكل ما لديهم من إمكانيات، مثلما يشيد بمساندتهم من قبل فلسطيني الداخل في ظل محاصرة أهالي الضفة الغربية المحتلة ومنعهم من بلوغ القدس.
وردا على سؤال حول رأيه بهبة المواطنين الفلسطينيين لنصرة الأقصى، يقول صبري إنه شخصيا تفاجئ بالزخم الجماهيري وبالالتفاف الشعبي الكبير ويتابع:
«كما قال شاعرهم محمود درويش، الفلسطينيون يقولون لأنفسهم يا وحدنا. نعم افتقد العرب والمسلمين الذين انغمسوا في مشاكل ومشاغل محلية بعدما انحرفت البوصلة عن القدس وماتت فيهم النخوة العربية وباتوا يقتنون السلاح ليقاتلوا بعضهم البعض ويتورطون بفتن مذهبية بالغنى عنها تورطهم في تناقضات هامشية بدلا من مواجهة التناقض المركزي المتمثل بمن يحتل فلسطين والقدس».
لسان حال الفلسطينيين: يا وحدنا
وعما إذا كان اعتماد الفلسطينيين على ذواتهم كافيا لردع الاحتلال ووقف العدوان قال الدكتور عكرمة صبري:
«ما يهم الشعب الفلسطيني اليوم هو المحافظة على مكتسباتهم واستعادة السيادة الإسلامية في الحرم القدسي الشريف وقطع الطريق على مخططات إسرائيلية مبيتة بتقاسم مكاني وزماني في الأقصى على غرار ما جرى في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة، وأن يؤدوا صلواتهم في الأقصى بحرية وكرامة. مشددا على أن الشعب الفلسطيني نفسه طويل وهو صبور وكريم، ولذا فإنه لن يفرط بواحد من أهدافه الوطنية ويضيف:
«الفلسطينيون يضحون بدمائهم دفاعا عن أولى القبلتين عل وعسى تستيقظ الدول العربية والإسلامية من سباتها».
■ تتحدث عن الدور المفقود لدول عربية وإسلامية في المعركة على الأقصى ولكن ماذا عن العرب والمسلمين من هذه الناحية؟
■ الشعوب العربية سليبة الإرادة، وحتى لو ثارت فإنها لن تؤثر على مجريات المعركة في القدس بسبب بعدها الجغرافي وفي الوقت نفسه هي محاصرة أيضا من قبل حكامها.
الأردن فقد ورقة رابحة بعد حادثة السفارة
وحول الدور الأردني في موضوع إجراءات الاحتلال وتفاعل الأزمة بعد حادثة السفارة الإسرائيلية في عمان يرى الشيخ صبري أنه كان يتوقع أكثر مما قدمته المملكة الأردنية. ويضيف:
«سمعنا أن وزير الخارجية الأردني ينفي إبرام صفقة مقتضاها فك البوابات الإلكترونية على مداخل الأقصى مقابل الإفراج عن الحارس القاتل دون محاكمته في الأردن. وما لبث رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن أدلى بتصريحات مطابقة لتصريحات وزير الخارجية الأردني. من الواضح أن الولايات المتحدة مارست ضغطا أدى إلى النتيجة التي نراها أمامنا ولفقدان ورقة رابحة كانت بيد الأردن وبها كان في مقدوره فرض شروطه».
■ هل يعني هذا أن الأردن قدم أقل من المفترض في هذه الأزمة رغم علاقته الخاصة بالحرم القدسي الشريف؟
■ إن تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد حال دون الحصول على المطلوب من قبل الأردن رغم الورقة التي حاز عليها.
■ وكيف تقيّم دور السلطة الفلسطينية في موضوع القدس والأقصى حيال الإجراءات الإسرائيلية ومحاولة فرض وضع راهن جديد؟
■ الأصل أن تكون هناك ضغوط فلسطينية حقوقية لكنها مفقودة حتى الآن.
دور السلطة الفلسطينية
*لكن الرئيس محمود عباس سبق وأعلن عن وقف التنسيق الأمني وتدابير أخرى طالما لم تعد الأوضاع لما كانت عليه قبل 14 تموز/يوليو؟
**لا يوجد ضغط فلسطيني رسمي حتى الآن لنصرة الأقصى.
وحول دور الفلسطينيين داخل الخط الأخضر في الأزمة الراهنة يرى الشيخ عكرمة صبري الذي سبق وأنهت السلطة الفلسطينية ولايته في منصب مفتي الديار المقدسة قبل سنوات بشكل مفاجئ، أن فلسطينيي الداخل يضطلعون بدور هام جدا، آملا أن يزيدوا ويكثفوا رباطهم في القدس والأقصى رغم أن سلطات الاحتلال تضيق عليهم الخناق وتحول دون وصول حافلاتهم للحرم القدسي من الجليل والساحل والمثلث والنقب.
نداء إلى فلسطينيي الداخل
ويتابع «نتوقع من أشقائنا داخل أراضي 48 أن يبادروا للسفر إلى القدس والرباط فيها والصلاة في كل مكان يصلون إليه فيها. إن أجر الصلاة على الحواجز الإسرائيلية المؤدية للأقصى هو ذات الأجر داخل المسجد الأقصى نظرا لوجود مانع سببه الاحتلال. ولذا أناشد الفلسطينيين من البحر إلى النهر أن يشدوا الرحال إلى المسجد الأقصى ويصلوا حيث يمنعون. نحن لا نتعامل مع بوابات الاحتلال ولا يجوز الوصول إلى الأقصى من خلالها».
وحول سؤال بشأن توقعاته للمستقبل يوضح الشيخ عكرمة صبري أنه لا يستطيع التكهن والحكم مسبقا على السؤال كيف ستنتهي هذه الأزمة، مشددا على ضرورة أن يواصل الفلسطينيون انتصارهم للقدس والأقصى دون تردد. ومشددا على أن الفلسطينيين وإسرائيل الآن في حالة «عض أصابع» وأن الأخيرة في مأزق كبير وتبحث عن وسائل للنزول عن شجرة عالية تورطت في تسلقها وتبحث عن حيلة لتغطية هزيمتها بعدما تراجعت مضطرة لتفكيك البوابات الالكترونية. ويضيف «إسرائيل تتخبط بقراراتها وتسود حالة انشقاق وتراشق في أوساطها السياسية والإعلامية».
هكذا هو الأقصى بعيوني
وردا على سؤال كيف ينظر للأقصى، أوضح الشيخ عكرمة صبري أن الحديث يدور عن أولى القبلتين وثالث الحرمين وهو مكان مقدس له ارتباطات إيمانية ودينية علاوة على كونه معلما حضاريا وتاريخيا، مشيرا إلى كونه معلما إسلاميا لا معلما أو رمزا وطنيا فلسطينيا فحسب.
■ ومع ذلك فالأقصى يوحد الفلسطينيين كأشقاء على طرفي الخط الأخضر في نضالاتهم أكثر من أي شيء آخر؟
■ نعم صحيح. الأقصى يسكن في قلوب الفلسطينيين ووجدانهم وهذا ما يفسر هذا المد الشعبي نصرة له.
في كلمة أخيرة للفلسطينيين قال الشيخ عكرمة صبري: «الثبات، الثبات والثبات».
■ وكلمة أخيرة للسلطة الفلسطينية؟
■ بارك الله فيك… لا شيء.
فلسطينيو الداخل يضطلعون بدور هام جدا
المطلوب الآن استعادة السيادة على الحرم القدسي
لا يوجد ضغط فلسطيني رسمي حتى الآن لنصرة الأقصى
نحن في حالة «عض أصابع» مع الاحتلال وعلينا كفلسطينيين الثبات والثبات والثبات