منازل مهجورة بعمان مقرات للصوص وسكارى
المدينة نيوز :- نفايات متناثرة، جدران مهترئة، نوافذ مظلمة، أبواب غير موصدة، زجاجات كحول تنتشر بين ثناياها، مقر لأرباب سوابق ومدمني مخدرات، هذه أبرز ملامح العديد من المنازل المهجورة بين أحياء بالعاصمة، التي لا يكترث أحد لوجودها سوى القاطنين حولها، ممن يحلمون بأن تضع الدولة حدا لما يمارس فيها، والقضاء على الخطورة التي تشكلها.
ويعد الحديث عنها بين السكان المجاورين لها، وجبة يومية لهم، حيث يتساءلون عن أسباب هجرها، وإهمالها، وعدم الانتباه لها من قبل الجهات المعنية، التي يرى المواطنون أن من واجبها أن تكتب خاتمة قصة وجودها بينهم.
ولم يتردد هؤلاء بالتأكيد أن تلك المنازل المنتشرة في أحيائهم، تركها أصحابها منذ عشرات الأعوام، وحالها يرثى له.
ويضيفون: "وحالنا أيضا يرثى لها بسببها، فهي بؤر خطرة تعصف بهدوئنا وتشكل رعبا يؤرقنا عند سماع أن أطفالنا يلهون حولها"، مشيرين إلى أن "هذا الوضع قائم منذ فترات طويلة، ولا نعلم لماذا لم تحل المشكلة حتى الآن" ن وفق ما نشرت الغد .
ويطلق البعض على هذه البيوت مسمى "الخرابات"، وهي بالفعل كذلك، حيث يؤكد مواطنون أن تخوفهم منها زاد خصوصا بعد جريمة قتل الطفل السوري التي وقعت في بيت مهجور في سفح جبل النزهة بعمان مؤخرا وهزت الرأي العام في الأردن، حيث باتت هذه القصة مصدر قلق للمواطنين، بعد أن أصبحت هذه الأماكن مكانا لأرباب السوابق ومدمني المخدرات والكحول والباحثين عن ممارسة الرذيلة.
ورصدت "الغد" في تقرير مصور "خرابات" منتشرة في العاصمة قال عنها مجاوروها إنها "تسبب مصدر قلق وإزعاج لهم على مدار العام".
وفي هذا الصدد يقول محمد حسان، أحد المجاورين لهذه الخرابات في وسط البلد لـ"الغد": "يوميا عند الساعة الحادية عشرة ليلا تأتي سيارة فيها شابان ومعهما زجاجات من الخمر، يدخلان إلى الخرابة ويبقيان فيها حتى ساعة متأخرة، ويخرجان منها ثملين".
ويضيف: "يوما ما شدني الفضول كي أدخل إليها، فذهلت مما رأيت .. زجاجات خمر.. بقايا حقن.. بطانيات وحرامات.. ومخلفات أشياء تشي بممارسة الرذيلة".
وإلى جوار حسان، كان الستيني أحمد عبدالله، جالسا على كرسي من البلاستك الأسود، وبدا أكثر انزعاجا من حسان، حيث قال: "يومنا ليس أقل سوادا من لون المقعد الذي أجلس عليه، فالحالة التي نعيشها قرب هذه المنازل مزعجة، ونجبر أطفالنا على البقاء في المنازل أو اللعب أمام باب البيت، وعند الساعة السادسة ندفع بهم إلى الداخل، خوفا عليهم".
ويضيف: "لا بد من حل لهذه المنازل.. أرجو من الجهات المعنية زيارتها والوقوف على حالها".
فيما تؤكد سناء الجابري التي تقطن في وادي الحدادة، أن "الخرابات أصبحت مصدر قلق و"وجع رأس" للمجاورين لها، جراء ما يجري بداخلها من تجاوز للقانون"، مطالبة الأمانة والجهات الحكومية ذات العلاقة بحل مشاكل المنازل المهجورة بأسرع وقت ممكن، تفاديا للمشاكل التي تحصل.
من جهته، قال المدير التنفيذي لرقابة الإعمار في أمانة عمان المهندس رائد حدادين، إن عدد البيوت المهجورة في العاصمة عمان، حسب إحصائيات الأمانة المتوفرة، تبلغ حوالي 100 بيت، وتتركز غالبيتها في عمان القديمة.
فيما تقدر احصائيات غير رسمية عدد هذه البيوت المهجورة والخرابات بأضعاف الرقم الرسمي. وبين حدادين لـ "الغد"، أن الأمانة "اتخذت إجراءات قانونية بحق 35 بيتا مهجورا، وقامت بإغلاق العديد منها احترازيا"، موضحا أن "غالبية هذه البيوت تقع في عمان القديمة التي غادرها أصحابها لعوامل تعود للنهضة العمرانية في العاصمة والسكن كبديل عنها في أماكن أخرى، أو بفعل الهجرة إلى الخارج، مما رتب زيادة الورثة لهذه البيوت التي لا تتجاوز مساحة الأرض التي تقع عليها 100 ــ 200 متر مربع، حيث إنه "لا يمكن الدخول الى هذه البيوت أو إجراء أي تعديلات عليها إلا بموافقة أصحابها".
وأشار إلى أن الأمانة "أخذت على عاتقها حصر هذه المنازل والتعامل معها من خلال نظام منع المكاره"، لافتا إلى أن هذه البيوت تشكل مكارة صحية وبيئية.
وأضاف أن هناك "تواصلا وتنسيقا مع محافظ العاصمة، بصفته الجهة التنفيذية لإجراء اللازم تجاه هذه البيوت التي تشكل خطرا على السلامة العامة إنشائيا، فضلا عن المخاطر التي تساهم هذه المنازل فيها".