اليوم التالي لمحمود عباس
على فكرة، عنوان المقالة مقتبس من عناوين ومضامين مقالات لكتاب اسرائيليين يتحدثون بكثافة عن صحة محمود عباس، وعن احباطاته الكبيرة الناجمة عن انحسار قيمته الاقليمية المتنامي بشدة.
يقال انه في الاونة الاخيرة، تردد رئيس سلطة رام الله كثيرا على عمان وتل ابيب، هذا التردد لم يكن سياسيا، لكنه كان بحثا عن العلاج نتيجة تطورات في صحة الرجل.
ابو مازن من مواليد 1935، اصبح ثمانينيا، يعاني ضغوطاً كبيرة ومكثفة على كافة الصعد، قراراته في الاونة الاخيرة (قطع الرواتب عن الأسرى والشهداء وذويهم) كانت اشبه بالانتحار السياسي، ايضا دول مهمة (مصر والاردن) لم تعد تعيره انتباها كبيرا.
الاهم، انه يزور المستشفى كثيرا، وهناك تعمية على حقيقة وضعه الصحي فلسطينيا، لكنني اعتقد ان عمان تعرف الكثير، فهو يأتي للعلاج عندنا، ومن المؤكد اننا نراقب من كثب تطورات تراجع حالته الصحية، رغم انه يزاول عمله بصورة اعتيادية.
المنطق يقول ان اليوم التالي لمحمود عباس يشغل بال الجميع، فالرجل الى الان لم يقدم احدا لخلافته ويمانع بشدة اي محاولة لإقناعه بالامر، لكن هناك من يحاول استدراك الامر من خلال تقديم اسماء وتأخير اخرى.
مروان البرغوثي احد المرشحين الاقوياء لخلافة عباس، ظهر في اضراب الاسرى بزخم، ثم فقد الكثير من قوته، والافراج عنه بعد رحيل عباس المتوقع سيجعله رجل اسرائيل اكثر من غيرها.
هناك ايضا القيادي المفصول من فتح محمد دحلان، مدعوم من القاهرة، لكنه بحاجة الى وقت اطول لتأهيله واعادته للمشهد الفلسطيني، فالرجل يعيش كثافة غير مسبوقة في الخصوم الفتحاويين.
اذًا معضلة اليوم التالي لمحمود عباس تبدو واضحة، هناك تجريف في الاسماء، قيادات ضعيفة ومرضى ينتظرون الموت، ويبقى ماجد فرج، رئيس المخابرات العامة، الجهة الامنية القوية في السلطة الفلسطينية، وحده القادر على المساعدة في رسم معالم القيادة القادمة بشكل غير مضمون وقلق.
اردنيا، نحن قلقون قطعا، فمن يحكم الضفة امر يعنينا بشدة، ومن سيتفاوض مع اسرائيل فلسطينيا امر يعنينا ايضا، لكننا قصرنا في التأثير هناك، وغاب حلفاؤنا المقربون، وها نحن ننتظر قرعة قد تسفر عن نتائج صفرية.
السبيل 2017-08-02