الوزير يستثني سوريا

تم نشره الخميس 03rd آب / أغسطس 2017 12:37 صباحاً
الوزير يستثني سوريا
ماهر ابو طير

الإجراءات التصعيدية المتبادلة بين واشنطن وموسكو، ستؤدي الى ارتدادات على صعيد الملف السوري، الذي يعد ملفا مشتركا، بين واشنطن وموسكو، وهذا هو المنطق الافتراضي، فلايمكن الا ان يتأثر الملف السوري.

لكن وزير الخارجية الأميركية، ريكس تيلرسون، يستثني الملف السوري، من ازمة العلاقات بين البلدين، ويقول في مؤتمر صحفي عقده في مقر وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن ان العلاقات بين واشنطن وموسكو تضمنت، رغم اضطرابها، تعاوناً في مجال إعادة نوع من الاستقرار إلى سوريا.

تصريح الوزير، يثير التساؤلات، اذ لايمكن ان تستثني واشنطن الملف السوري، من ازمة التصعيد بينها وبين موسكو، بعد عقوبات واشنطن على موسكو، وقرارات طرد الدبلوماسيين الاميركيين من روسيا.

الأرجح ان يخضع الملف السوري، لتأثيرات كبيرة، على الرغم من ان مصلحة الروس والاميركان، ان يبقى هذا الملف خارج الضغوطات المتبادلة بين الدولتين.

يقول الوزير االاميركي في تصريحاته ان واشنطن اشترطت على روسيا انسحاب القوات الإيرانية والمتعاونين معها من سوريا، ومنح السوريين الفرصة لكتابة دستور جديد، وإجراء انتخابات ديمقراطية حرة وأنّ بلاده لم تغير موقفها من النظام السوري، بمعنى أنها ما تزال متمسّكة بعدم وجود مستقبل لبشار الأسد في الحكم بسوريا.

مغزى كلام الوزير الأميركي، ان واشنطن أولا، لاتريد تغيير النظام السوري ذاته، وانها تريد انتخابات حرة لايترشح فيها الأسد، بحيث تأتي برئيس جديد، إضافة الى انسحاب القوات الإيرانية، وبقية التنظيمات المحسوبة على طهران فعليا، والأرجح ان الروس يرحبون بكهذا شروط، خصوصا، انها تحمي الأسد فعليا، من أي ملاحقة قانونية دولية، كما انها تبقي ذات النظام وبنيته السياسية والأمنية، وتستبدل الرئيس فقط.

هذه هي الشروط الأميركية، واذا دققنا النظر فيها، فأن لا شيء فيها، سترفضه موسكو، لكن السؤال الأهم، مالذي سيجعل الروس يبقون على ذات موقفهم من أي تفاهمات ضمنية مع الاميركيين في سوريا؟!.

مايراد قوله، ان الازمة السورية مؤهلة لمزيد من التصعيد، خصوصا، ان الروس على الرغم من ارتياحهم للتنسيق مع واشنطن، سياسيا، ووجود إشكالات عسكرية ميدانية بين الطرفين، الا ان موسكو في لحظة ما، قد تستعمل الورقة السورية، من اجل الضغط على واشنطن، وبحيث تكون سوريا، ملعبا لتسوية الحسابات خصوصا، بعد التصعيد السياسي الأخير بين واشنطن وموسكو، وهي في الأساس ملعب لكل الأطراف.

في كل الأحوال، هذا ليس جديدا، اذ ان تبادل اللكمات بين الاميركيين والروس يجري في مواقع عدة في العالم، لكن اضعف هذه الساحات، وأكثرها حساسية، لنا، هي سوريا، بما تعنيه من تاثير على امن العالم العربي، وامن الإقليم، والأرجح ان ارتداد الازمة الأميركية الروسية، سنراه في سوريا، مما يؤشر على فترة اكثر صعوبة، بعد ان تم تكريس سوريا، ساحة لتصفية الحسابات الدولية.

لايمكن لاي تفاهمات أميركية روسية، ان تصمد حتى النهاية، بشأن سوريا، خصوصا، مع تدهور العلاقات بين البلدين، وفكرة استثناء الملف السوري، من الازمة الأميركية الروسية، فكرة غير منطقية.

الدستور    2017-08-03

 

 


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات