ذكريات عالبال : عندما يغيب التلفزيون الأردني عن مهرجان يرعاه هاشميون !
المدينة نيوز – خاص - محرر الشؤون المحلية - : أثناء الإعداد لإصدار صحيفة العرب اليوم استدعاني الدكتور رياض الحروب طالبا رأيي في إصدار الصحيفة اليومية الزميلة ..
كان الجو ملبدا بالحيرة ، فالتمويل يكاد يكون بطيئا والمساهمون ليسوا على قاعدة صلبة خاصة إن تعلق الأمر بالإستثمار في الإعلام في بلد كل يوم فيه قانون جديد للمطبوعات .
كنت مترددا وخائفا لدرجة أنني خشيت أن نصبح مثل مصيفي الغور ، بحيث نفقد أحقيتنا في الصحف الأسبوعية التي كنا نصدرها ، ولما كان رأيي لمجرد الإستئناس وغير فاعل ، فقد قلت ما قلت ، وترجم ما قلت لاحقا على يد بعض الأشخاص الذين اصبحوا شخصيات في ما بعد .
جيئ بالأستاذ طاهر العدوان رئيسا مسؤولا للتحرير ، وجيئ بالأستاذ صالح القلاب مديرا للتحرير ، وانطلقت العرب اليوم وأصبحت في غضون 3 أشهر الصحيفة رقم 2 في البلد بعد الرأي وكانت تنافس على الموقع الاول في العديد من الأيام ، بفضل حنكة وحكمة رياض الحروب وخبرته الصحفية ، وسقفه العالي ، وبجهود من الأستاذين العدوان والقلاب الذي قاد الصحفيين بكل قوة واقتدار تحت إشراف الحروب مباشرة .
بعد أن تسلم دولة عبد الرؤوف الروابدة رئاسة الحكومة ، ولما كانت العرب اليوم عالية السقف جدا ، فقد اصطدمت بسياسة وبرامج رئيس الحكومة الجديد ، فبدأ الإختراق من قبل عديدين كانوا محسوبين على العرب اليوم وكانوا من تحت لتحت يشتغلون مع الروابدة ضد الصحيفة " المعارضة " التي فضحت قضايا فساد بالجملة ، استفز فضحها مسؤولين كبارا في الحكومة ، ليبدأ عش الدبابير بالفوران ، ومن ثم اللسع وبدون رحمة ، حتى اضطر رياض لبيع الصحيفة والهجرة إلى أمريكا قبل ان يعود ويفتتح الأنباط اليومية التي تسلمت موقع مستشارها الصحفي ، وفيما بعد افتتح القناة المعروفة ( جو سات ) التي تنافس الآن بقوة في ظل إمكانات متواضعة .
ما أن استقرت الأمور في العرب اليوم " الجديدة " التي رُسمت سياستها منذ عددها الأول وما زالت عليها وإن بسقف أقل ، حتى استقرت أسماء في الصحيفة وابعدت أخرى خاصة أولئك المحسوبين على الإدارة السابقة ومن ضمنهم كاتب هذه السطور .
من الموظفين من كوفئ ومنهم من أبعد واستبعد ، وبقي الأستاذ طاهر العدوان رئيسا للتحرير بينما ذهب الأستاذ صالح القلاب وزيرا للإعلام .
وما ان استقر لقب معالي على الأستاذ صالح حتى بدأت الدنيا تبتسم له وتضحك بملء فيها ، وها هو اليوم رئيس مجلس إدارة التلفزيون الاردني يحاول ان يفعل به ما فعل من قبل في العرب اليوم من تطوير وتحديث ، ولكنه سقط سقوطا مهنيا ذريعا قبل أيام ، عندما ترك القنوات الفضائية العربية تغطي حدثا فنيا كبيرا مثل الجوردان أوارد الذي رعى افتتاحه الأمير الهاشمي علي بن الحسين وسمو الأميرة ريم العلي ، فيما غاب التلفزيون الأردني الوطني عن العرس الوطني الذي رعاه هاشميون .