إجرائياً.. حماس تفتح باب المصالحة
في خطوة مفاجئة، اجرائية، لا مجال للتشكيك بصدقها، قررت حماس من جانب واحد، حل اللجنة الادارية في قطاع غزة وقبولها بعودة حكومة رام الله واجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة.
الخطوة متقدمة، يمكن البناء عليها، ولا سيما انها لاقت ترحيبا من الجميع حتى فتح، ولابد من الانتباه ان ما عرضته حماس كان في السابق مطلبا فتحاويا تم الاصرار عليه في اكثر من محاولة للمصالحة.
هذه الكوة التي فتحتها حماس في جدار الخلاف، تستحق ان تسقط تحت قدميها كل «الخبرات السابقة» في محاولات المصالحة، وعلى كل الاطراف التقاط اللحظة بمسؤولية وطنية، وترك التشكك، ومراعاة ثوابت كل طرف.
نعم هناك فرصة حقيقية للمصالحة من جهة، ولإعادة صياغة المشروع الوطني الفلسطيني من جهة اخرى، واحوج ما نحتاجه هنا لتنجح المبادرة الحمساوية هو تحرر ارادات كل الاطراف لتكون فلسطينية الهوى والبوصلة والمصلحة.
السياق الاقليمي والدولي ملتبس، وهناك جيوسياسي جديد في كل الارجاء، واعتقد - غير منحاز - ان حماس تتكيف، لكن الطرف الفتحاوي ما زال يراوح مكانه، ويحتاج الى شجاعة اضافية ليخرج من اطار التقييد الى روح الابتكار.
التفكير بوطنية مطلوب بشدة، والتفكير خارج الصندوق مطلوب بإلحاح اكبر، وعلى الفرقاء الفلسطينيين ابتداع صيغة خلاقة لتعايش دائم بين سلاح المقاومة وسلطة الاستقرار التي تفاوض وتتعامل مع العالم.
نعم، آن الاوان لصياغة حالة مشتركة تجمع بين المسارين (المقاومة والتفاوض)، فالنزاع بينهما انهك الطرف الفلسطيني وخدم الاحتلال.
والجمع بين المقاومة والدولة، امر ليس بالبدعة المفترضة، فهناك تجربة لبنان، التي جمعت بينهما بصيغة خلاقة ابداعية، وكانت نموذج للاستمرار والاستقرار.
نعم، اللبنانيون رغم كونهم اقل انسجاما «اثنيا وطائفيا» من الفلسطينيين، الا انهم سطروا معادلة «الاستقرار والمقاومة» بنجاح كبير، وهنا يجب التقاط اللحظة الفلسطينية، وتسطير الثابت الوطني ليقبله الاقليم رغم انفه.
السبيل 2017-09-19