هكذا رحل الدكتور هشام خريم رسام الكاريكاتير في المدينة نيوز
المدينة نيوز - كتب علي عرسان :- رحل الدكتور هشام خريم ، رسام الكاريكاتير الشهير الذي يعرفه الأردنيون منذ أواسط الثمانينيات من القرن المنصرم ، بعد أن لمع نجمه في شيحان ، تلك الصحيفة الأ سبوعية التي خرجت كبار الصحفيين والإعلاميين في الاردن ، وباتت الآن أثرا بعد عين .
عندما كلفني الصديق الدكتور فطين البداد برئاسة تحرير المدينة نيوز قبيل اختياري كمدير للدائرة الإخبارية في مجموعة جي بي سي جروب ، اتصلت بصديق العمر : هشام خريم ، فأخبرني بأنه سيكون سعيدا بصحبتي هنا أيضا ، حيث كنت اصطحبه معي في كل موقع أديره في الإعلام ، وكان آخر عمل بيننا في صحيفة الأنباط اليومية التي كنت أشغل موقع مستشار التحرير فيها قبل أن أغادرها لأسباب لا أرغب بالحديث عنها الآن .
منذ سبع سنوات والدكتور هشام خريم يرسم الكاريكاتير الخاص بالمدينة نيوز ،وهي سمة تميزت بها عن كل المواقع الإخبارية في الأردن ، حيث إنه وعلى حد علمي ، لا يوجد موقع إخباري أردني يعتمد الكاريكاتير في تقاريره الإخبارية عدا المدينة نيوز ، حيث نقوم بشكل شبه يومي باختيارالحدث الأقوى ومحاكاته كاركاتوريا ، وهكذا جرت العادة منذ عمل معنا الدكتور المرحوم حتى رحيله الأسبوع الماضي .
ولأن صداقتنا الشخصية استمرت لما ينوف عن 30 عاما ، فإنني سأخصص حديثا شاملا عن الدكتور المرحوم في الأيام القادمة ، كما وإنني أعترف بأنني لا زلت أعيش صدمة الفراق المفاجئ ، ولا زال هاتف نجله خالد يرن في أذني عندما اتصل بي في الخامسة والنصف فجرا بصوته المتهدل الأجش وشهقات بكائه تعبر الآفاق إلى أذني وهو يقول " " عمو علي ، بابا أعطاك عمره " .
كانت صدمة " خاصة " لم أخرج منها للآن ، وإنني لا أكشف سرا إذا قلت بأنني أزور قبره يوميا منذ دفن في مقبرة الكمالية ، بالإضافة إلى أن صوته وهمساته ونكاته وحديثه لا زال ملء مكتبي وملء الكاريدور في الطابق الرابع الذي سيخلعنا منه الدكتور فطين قريبا إلى طابق أعلى ، رغم حبنا له كل بسبب ذكرياته فيه مع الأشياء والناس والزجاج والأحباء وعلى رأسهم هشام خريم . .
ولأن الدكتور هشام خريم هو صديق الجسم الصحفي كله في الأردن ، حيث ما من أحد لم يتعامل معه ولم يثن على طيبته ونقائه ودماثته وحسن خلقه ، لأنه كذلك ، فإني ألخص لزملائه وأصدقائه ما جرى ليلة الوفاة بسبب كثرة سؤالي عن ذلك :
يوم الأحد الفائت ، سألني ماذا سنرسم اليوم ، فقلت : ماذا تقترح ؟؟
قال : ما رأيك نرسم عن قانون الضريبة المرتقب ..
وهنا لمعت في ذهني صورة كاريكاتورية ، فسألته : ما رأيك أن نرسم رئيسة صندوق النقد الدولي وهي تقوم بتفتيش جيوب رئيس الوزراء هاني الملقي ووزير المالية ملحس ، وفي نفس الوقت تقوم بمحاولة دس رأسها في جيوبهما ، وهنا أطلق الدكتور هشام نكتة ضحكنا جميعا عليها ولدقائق .
جرى هذا الحديث في حوالي التاسعة والنصف من مساء الأحد الفائت ، ولقد استمر الدكتور هشام في رسم الكاريكاتير الذي ترونه مع هذا التقرير ( هو آخر رسم للمرحوم ) حتى الثانية عشرة من منتصف الليل تقريبا ليغادر بعدها بكل صحة وعافية .
هذا ما يخص الجانب المتعلق بوجوده في المكتب ، أما لاحقا ، فلقد أخبرني نجله مراد ، أن والده دخل المنزل كعادته مبتسما وبعد انتهائه من تجهيز نفسه للعشاء دخل إلى المطبخ وبدأ بتناول العشاء كعادته ، حيث كان يحب تناول الطعام ومشاهدة التلفاز ، وبينما كان منشغلا بالأخبار وقبيل إنتهاء طعامه بقليل فاجأته جلطة قلبية حادة أودت به على الفور ، لينتقل إلى رحمته تعالى عن عمر ة ناهز 73 عاما .
رحم الله الدكتور هشام خريم ، وألهم ذويه وأشقاءه وشقيقاته وزوجته وأبناءه وعائلته وعلى الأخص الإبنة الحبيبة " يارا " جميل الصبر والسلوان، وإنا لله ، وإنا إليه راجعون !.
المرحوم الدكتور هشام خريم