«الأموال أولا».. لتأمين صحي شامل.
قبل أيام قليلة جمعتني الصدفة مع اطباء أصدقاء مشهورين ومن القطاعين العام والخاص معظم اللقاء كان حول التأمين الصحي الشامل للاردنيين جميعهم وهو هدف لم ينجز منذ تأسيس وزارة الصحة وحتى الان.
فكل وزير صحة جديد كان يدق صدره: «بأنه سيحقق هذا الهدف النبيل وفي اقرب وقت»!.. وإذ به يرحل حتى وبلا كلمة وداع ودون ان ينجز او يقترب من انجاز هذ الهدف الانساني العظيم الذي يوحد جميع الخدمات الصحية في مستشفيات وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية والخدمات الطبية الملكية والمستشفيات الخاصة في مؤسسة واحدة «التامين الصحي الشامل».. والاجباري للمواطنين الذي يلغي الفوارق في الرواتب والامتيازات للاطباء والصيادلة والممرضين والمهن الطبية المساندة للعاملين وفي كافة القطاعات الصحية..
ما قام به وزراء صحة كثر سابقون في هذا المجال... وبالاجمال كانت حلولا ترقيعية مؤقتة منها: التامين الصحي لكبار السن فوق الستين وللاطفال والحوامل. ولم يقتربوا من الهدف الاستراتيجي الكبير التأمين الصحي الشامل لجميع المواطنين..
واستذكر كتير من اصدقائي الاطباء في هذا اللقاء تجارب بلاد درسوا ذات يوم في جامعاتها فكان التأمين الصحى الشامل من اهم انجازاتها الحضارية. داعين اصحاب القرار الاستفادة منها وما يناسب منها مجتمعنا االاردني..
ان توحيد هذه القطاعات الصحية في مؤسسة واحدة «التامين الصحي الشامل» والاجباري للمواطنين يقودنا الى الشراء الموحد للادوية والمستلزمات الطبية والانفاق على التدريب والتاهيل والتخفيف من كلفها على القطاعين العام والخاص وقبل ذلك كله تقديم خدمة صحية وعلاجية افضل..
وللامانة فقد بذل وزراء صحة سابقون جهودا مضنية لتحقيق هذا الهدف الا وهو التأمين الصحي الشامل واخص هنا الدكتور عبدالرحيم ملحس والدكتور ممدوح العبادي والدكتور زيد حمزة والدكتور علي الحياصات واخرون..
وزارة الصحة في بلدنا من الوزارات الثقيلة والاستراتيجية في الدولة العميقة والتامين الصحي الشامل هو الاساس ولا بد ان يشمل الجميع في القطاعين الطبيين العام والخاص كجميع الدول المتقدمة في هذا العالم الواسع.
كثير من الاطباء في اللقاء حملوا مسؤولية عدم تحقيق هذا الانجاز الى قلة من الوزراء وواضعي السياسات الصحية في بلدنا، مؤكدين بان بلدنا قادر على تحقيق هذا الانجاز وفي أقرب وقت، لكن اذا توفرت «الاموال أولا»!
وزير التربية والتعليم المرحوم الدكتور محمد اديب العامري في زيارة مدرسية لأحد الصفوف في المرحلة الثانوية سأل الطلاب: إذا أردنا ان نفتح بقالة ماذا نحتاج؟ طالب قال نريد دفترا لتسجيل الديون واخر قال نريد ميزانا..وقال ثالث نريد مخزنا للبقالة.. وعندما عجزوا عن الاجابة الصحيحة قال لهم وهو يهم بالانصراف نريد «الاموال أولا»..!
الراي 2017-10-07