ترمب وإيران خطاب ساخن
الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول الاتفاق النووي الإيراني، سماه البعض استراتيجية أميركية جديدة تجاه إيران، ولكن آخرين رأوا فيه تهديدات بالصوت العالي ولكن دون نتائج ملموسة.
ما زلنا نذكر تهديدات ترمب لكوريا الشمالية التي لم تعرها كوريا اهتماماً يذكر، بل سارت قدماً في برنامجها النووي وتجاربها للصواريخ العابرة للقارات والقنابل الهيدروجينية. وبالنتيجة لم نعد نسمع من ترمب شيئاً عن كوريا الشمالية فالمهمة انتهت بخطابات وتهديدات حماسية فارغة على أمل أن تأخذها كوريا مأخذ الجد.
تهديدات ترمب لإيران لا تختلف كثيراً، فقد هدد بإلغاء الاتفاق النووي، وفرض عقوبات صارمة، وإعلان الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.
ترمب رفض أن يشهد بأن إيران لم تخالف الاتفاق النووي كما فعلت جميع الدول الموقعة على الاتفاق، ولكنه استدرك أن ذلك لا يعني الانسحاب من الاتفاق.
أما العقوبات الصارمة فقد أحالها ترمب إلى الكونجرس ثم هدد الكونجرس بأنه سيقرر إلغاء الاتفاق النووي إذا لم يفعل الكونجرس شيئاًً خلال ستين يوماً، وليس من المنتظر أن يفعل الكونجرس شيئاً ولا أن ينفذ ترمب تهديده.
كل التهديدات بإعلان الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية لم تتحقق اكتفاء بعقوبات على بعض قادة هذا الحرس قد لا تزيد كثيراً عن منع السفر إلى الولايات المتحدة!.
وأخيراً فقد أكد ترمب بأن أميركا لن تسمح لإيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة والتدخل في شؤونها الداخلية، ولكن سلوك إيران الإقليمي سيظل على حاله.
بالنتيجة فإن الاتفاق النووي ما زال حياً وسيظل، والحرس الثوري لم يعلن منظمة إرهابية، وأميركا لم تنسحب من الاتفاق، باختصار فإن خطاب ترمب لا يمثل استراتيجية أميركية جديدة تجاه إيران إلا من الناحية الكلامية، كما ان إيران مستمرة في تجارب الصواريخ البالستية وتعتبرها أداة دفاعية ولا يمنعها الاتفاق النووي من ذلك.
كان من الممكن أن يرحب الرئيس الإيراني روحاني بخطاب الرئيس الذي طمأن إيران إلى أن المسألة لا تعدو مستوى الخطابات الساخنة التي تبرد وحدها بمرور الزمن ولكنه تظاهر بالغضب.
أما السعودية فقد تسرعت بالترحيب بخطاب ترمب على أنه استراتيجية أميركية جديدة لتحجيم إيران والتصدي لطموحاتها في السيطرة على المنطقة.
الراي 2017-10-16