ماذا بعد المسفر؟
أمس.. قبل اتحاد كرة القدم استقالة المدير الفني للمنتخب الوطني د.عبدالله المسفر، وبغض النظر إن كانت استقالة في شكلها او إقالة في مضمونها، فإن حالة الفراق كانت واقعة لا محالة، في ظل النتائج والاداء المخيبين للنشامى في الفترة الماضية، لاسيما في المباراة الاخيرة أمام منتخب أفغانستان، والتي أدرك فيها منتخبنا التعادل بشق الانفس!.
السؤال الأول الذي طرح بعد الإعلان الرسمي عن رحيل المسفر.. من هو المدير الفني الجديد؟
أمس.. صدر التصنيف الشهري لـ"الفيفا"، وحمل إعلانا رسميا يؤكد بأن "النشامى" يهرول إلى الوراء، فقد أصبح في المرتبة 113 عالميا و17 آسيويا و15 عربيا، وهذا يعني بما لا يدع مجالا للشك بأن الوضع لا يحتمل السكوت عليه، فالاداء والمستوى كما اسلفت اسوأ من بعضهما والتصنيف اسوأ من كليهما.
في العام 2004 كان "النشامى" في المركز 37 عالميا وكان من الخمسة الكبار مرهوبي الجانب على المستوى الآسيوي، وحقق قفزات هائلة في النتائج والتصنيف في عهد المدربين الراحل محمود الجوهري وعدنان حمد، وفصل بينهما المدرب البرتغالي نيلو فينجادا الذي لم يقدم شيئا للكرة الأردنية، وبعد استقالة حمد جاء الدور على حسام حسن.. كان بامكانه أن ينسخ على الاقل ما فعله الجوهري وحمد، لكن عصبيته ومشاكله جعلت الفراق حلا لا بد منه.
منذ العام 2013 وحتى اليوم أشرف على تدريب المنتخب الوطني 9 مدربين، حيث تسلم احمد عبدالقادر المهمة مؤقتا بعد رحيل حسن، وعاد عبدالقادر وتسلم المهمة بعد رحيل الانجليزي راي ويلكنز، وجاء الدور على عبدالله أبو زمع ليمارس دور المدرب المؤقت فخلف البلجيكي بول بوت ثم مرة اخرى خلف الانجليزي هاري ريدناب، إلى أن جاء المسفر وتولى المهمة.
ربما من الصعب أن يتم تعيين مدير فني جديد بسرعة، وجمال أبو عابد جاهز بالتأكيد لتأدية دور المدربين اللذين سبقاه "عبدالقادر وابو زمع" لحين الاتفاق مع مدرب جديد لتولي الإدارة الفنية.
ثمة من يرى بأن مدرب منتخب تحت 23 عاما ايان برونسكيل قادر على تولي المهمة.. ثمة من يرى بالمدرب الأردني قدرة على ذلك.. ثمة من يرى بأن الكرة الأردنية بحاجة الى مدرب عربي من العيار الثقيل يستطيع إعادة النشامى إلى الطريق الصحيح.. ثمة من يرى بأن المنتخب بحاجة إلى مدرب اجنبي كفؤ إذا ما أردنا تحقيق نتائج مميزة في الإمارات 2019 ومن ثم الوصول إلى نهائيات مونديال قطر 2022.
المهم أن يكون المدير الفني الجديد للنشامى على درجة عالية من القدرة والكفاءة.. صحيح أننا اليوم نلعب مع كمبوديا وفيتنام وأفغانستان، لكننا ننظر بتفاؤل للمرحلة المقبلة، التي نريدها ان تكون على الاقل كحال الفترة الذهبية الماضية، يوم تفوق النشامى على كبار آسيا واحدا تلو الآخر.. لم ترهبنا اليابان وإيران واستراليا وأوزبكستان وغيرها، كما أرهبتنا أفغانستان بالأمس وكمبوديا في الغد.. للأسف هذه هي الحقيقة المرّة، على أمل أن تأتي الرياح بما نشتهي في المستقبل.
الغد 2017-10-17