اللجوء السوري يعرّض المفرق لتغيرات بيئية..ويصنع ظاهرة "المدينة المؤقتة"
المدينة نيوز :- أكد خبراء ومتخصصون بيئيون تعرض محافظة المفرق، إلى العديد من التغيرات البيئية نتيجة اللجوء السوري وإنشاء مخيم الزعتري، على حساب الأراضي الزراعية، والتأثير على مورد مهم في المنطقة.
وحذروا من أن انتشار الحروب والصراعات بشكل يومي في العالم، يتسبب بخسائر بشرية ومادية وبيئية كبيرة، لا يمكن حصرها.
جاء ذلك خلال انطلاق فعاليات المؤتمر البيئي الإقليمي الأول للشرق الأوسط بعنوان "الحروب والنزاعات المسلحة وتأثيرها على البيئة"، الذي تنظمه جامعة عمان العربية ويستمر ثلاثة أيام، بالتعاون مع جمعية المهندسين الزراعيين وجمعية البيئة الأردنية.
ووفق ما جاء في دراسة بحثية، أعدتها الدكتورة هيفاء المحمد فإن هنالك "تغيرات طرأت في النمط العام للمساكن والمباني في المفرق، خاصة بعد إنشاء المخيم، والذي كان يعتبر بداية إنشاء المدن السوقية المؤقتة، والتي تعتبر ظاهرة جديدة في البادية الأردنية بشكل عام".
وأكدت نتائج الدراسة التأثيرات المختلفة "للحروب والنزاعات الأهلية بشكل خاص على الدول المجاورة لها، كالأردن مثلا".
ووفق رئيس جمعية البيئة الأردنية علي فريحات، فإن "اتساع رقعة الحروب والنزاعات المسلحة والإرهاب الدولي، يفرض ضغوطا على الموارد وتهجير السكان وتلوث الماء والهواء والتربة وتدمير الطبيعة".
وأضاف فريحات أن "انتشار الحروب والصراعات بشكل يومي في العالم، يتسبب بخسائر بشرية ومادية وبيئية كبيرة، ولا يمكن وصف أثر هذه الحروب في الدمار والعبث في البحر والبر".
ولا تقتصر هذه الحروب، وفق فريحات، على الأضرار البيئية، بل تتعداها إلى الصحية أيضا على الفرد، واستنزاف الموارد البشرية والاقتصادية، وتدمير البنية التحتية للدول وتهجير الأفراد من موطنهم الأصلي، مؤكدا أنه "يجب منع الحروب بشتى الطرق من أجل العيش بسلام وأمان بعيدا عن الكوارث القادمة".
وبين أن "مجموعات اللاجئين المهجرين، خاصة النساء والأطفال والشيوخ والمرضى، هم الأكثر تأثراً خلال فترة النزاعات، حيث يؤدي التهجير ودمار الممتلكات إلى تفكك ووهن وفقر وحالات مرضية نفسية، إلى جانب هجرة الأرض".
وفي ورقة بحثية حول "تأثير الحروب والنزاعات المسلحة على المصادر الطبيعية"، أعدها من كلية القيادة والأركان الملكية الأردنية، العقيد الركن صالح العموش، أكدت على "بعض الأضرار التي تلحق بالنظم الإيكولوجية الطبيعية، بقصد إلحاق الضرر بجنود أو جماعات العدو".
وأظهرت الورقة أنه "في العمليات التقليدية، يدرس القادة العسكريون بعناية بالغة كافة جوانب بيئة العمليات، من مكونات طبيعية أو اصطناعية، أثناء التخطيط للعمليات العسكرية".
وقالت: "في العمليات غير التقليدية أو في العمليات التي تنفذها التنظيمات غير الشرعية، تعتبر أيضا موارد وإمدادات الخصم من الأمور الرئيسية التي يتم استهدافها ولكن بطريقة مختلفة، كما أن سطح الأرض يتلوث نتيجة تراكم المواد والمخلفات الصلبة التي تنتج من المصانع العسكرية ومن المخلفات الناتجة عن الحروب".
بدوره، أكد رئيس هيئة العمليات والتدريب في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي العميد الركن مصلح المعايطة أن "للحروب آثارا مروعة على البشر من خسائر في الأرواح والممتلكات، فضلا عن تأثيرها المباشر وغير المباشر على البيئة".
وقال، في كلمة ألقاها بالإنابة عن رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق الركن محمود فريحات، إن" المؤتمر يهدف إلى مناقشة موضوع في غاية الأهمية، وإن العسكريين ليسوا سببا في تدمير البيئة أو النزاعات، بل السياسيون غير العقلاء هم سببها".
وأشار إلى أن الاجتماع سيسهم إلى "بيان تأثير الحروب على البيئة، من خلال تبادل الخبرات والأفكار بين المشاركين من الدول العربية والمنظمات الدولية، والتوصل إلى نتائج سيكون لها دور مهم في المستقبل".
أما نقيب المهندسين الزراعيين محمود أبو غنيمة، فنبه إلى "ضرورة إدراج كيفية التعامل مع الحروب والنزاعات وتأثيرها على البيئة في المناهج الجامعية، لتعريف الخريجين بكيفية التعامل معها، ودراسة الأثر البيئي لها، لأننا نعيش في مثلث الأزمات في منطقتنا".
وأضاف أن "المؤتمر وبمشاركة نخبة من الخبراء والعلماء، سيناقش آثار الحروب على البيئة، للخروج بتوصيات قابلة للتطبيق، والتي تشهد فيه حياتنا هذه الأزمات، لنعيش بأمان وبيئة مستقرة".
من جهته، قال رئيس مجلس أمناء جامعة عمان العربية الدكتور عمر الجازي أن الجامعة تحرص على تعزيز التشاركية مع مختلف الجهات، من أجل العمل الجماعي المنظم الذي يخدم المصلحة العامة" .
ويبحث أكاديميون وخبراء، يمثلون الجامعات والمنظمات الدولية والمؤسسات الحكومية المشاركة ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية المتخصصة، خلال المؤتمر، تأثير الحروب والنزاعات المسلحة على المصادر الطبيعية ومخلفات الحروب وتأثيرها على البيئة والانسان.
كما يناقشون الآثار التي تخلفها الحروب والنزاعات المسلحة، فضلا عن دراسة ظاهرة اللجوء والهجرة القسرية وتبادل الخبرات والمعارف حول القضايا البيئية المرتبطة بالحروب والصراعات والنزاعات المسلحة."الغد"