مكالمة هاتفية بين الرفاعي والبخيت تكشف خارطة الطريق لما بعد الإنتخابات
المدينة نيوز - كتب ساطع الزغول - لن يكون غريباً او مفاجئاً تطعيم "مجلس الملك " في تشكيلته الجديدة بعدد من رموز الحركة الاسلامية، تعويضاً لهذه الحركة عن غيابها عن مجلس النواب جراء قرارها المركزي بمقاطعة الانتخابات الراهنة، على قاعدة الخلاف مع الحكومة وليس الحكم، غير ان الاسماء المرشحة للعينية محسوبة على جناح الحمائم ورموز الاعتدال في الحركة الاسلامية، واهمها اسحق الفرحان، وعبداللطيف عربيات، وعبدالمجيد الذنيبات•• وهو الامر الذي سيربك قيادة الحركة التي ستجد نفسها موزعة بين المقاطعة لمجلس النواب، والمشاركة في مجلس الاعيان•
تقليدياً، لا مناص من التغيير الوزاري مع كل دورة برلمانية جديدة، ولكن "مبدأ برنشتاين " سوف يفرض حضوره ايضاً، فالهدف لا شيء، الحركة هي كل شيء، ولعل الرئيس الحالي سمير الرفاعي سوف يكون صاحب الحظ الاوفر في تشكيل -او اعادة تشكيل- الحكومة العتيدة، رغم بعض التسريبات والشائعات التي ترشح اسماء طازجة لهذه المهمة ابرزها عبد الله النسور•
في حال تكليف الرفاعي -وليس غيره- بتأليف الحكومة، فلسوف يعمد الى الاستغناء عن نائبيه رجائي المعشر، ونايف القاضي، فيما قد يعمد الى اختيار ناصر اللوزي، رئيس الديوان الملكي نائباً اول له، وايمن الصفدي، المستشار الاعلامي في الديوان نائباً ثانياً، ليحلا محل المعشر والقاضي، وذلك ضمن لعبة الكراسي الموسيقية المعروفة على النطاق العالمي•
طبعاً، سيعود كل من المعشر والقاضي الى مجلس الاعيان لدى تشكيله مجدداً، فيما ينتظر ان يغادر هذا المجلس كل من معروف البخيت، ونادر الذهبي، رئيسي الوزراء السابقين، متوجهين الى الديوان الملكي، لتبوؤ منصبي رئيس الديوان، والمستشار السياسي للملك، وذلك في خطوة نوعية وضرورية يقصد منها الجمع في مؤسسات صنع القرار، بين جيل الشباب ورموز الحرس القديم•
وكانت "المجد " قد اشارت في عددها السابق الى الاتصال الهاتفي الذي اجراه رئيس الوزراء مع معروف البخيت، ليبلغه سلفاً بقرار تنحيته عن رئاسة مجلس امناء جامعة مؤتة، لان موقعاً سياسياً جديداً ومهماً بانتظاره في قادم الايام، ولم تشأ "المجد " نشر المزيد من الايضاح والتفصيل آنذاك، احتراماً لرغبة مصدرها المرموق من جهة، وتلافياً لحرق المراحل واستباق الاحداث من جهة اخرى•
اذا امكن لهذا السيناريو الاولي ان يرى النور، ويخرج بالفعل الى حيز التنفيذ، فيعود الى مقدمة المشهد السياسي كل من الفايز والمصري والبخيت والذهبي وغيرهم من رؤساء الحكومات السابقين، فلسوف ينفتح على مصراعيه باب المناقلات والمبادلات والاحالات على التقاعد بين رؤساء ومدراء عدد لا بأس به من الدوائر الرسمية والمؤسسات العامة، بما فيها امانة عمان الكبرى•
وعليه، فمع اطلالة اليوم الاول من العام المقبل، ربما تكون "خارطة التشكيلات والتعيينات الجديدة " قد اتضحت على صعيد الهيكلية العامة للدولة وسلطاتها ومؤسساتها، استعداداً لاستحقاقات "سنة كبيسة " سياسياً واقتصادياً•• عربياً واقليمياً ودولياً، رغم انها ليست كبيسة بحسابات التقويم الميلادي المعروف• ( المجد ) .
الدكتور عبد اللطيف عربيات
الدكتور اسحاق الفرحان
الدكتور عبد المجيد الذنيبات