اجلاء عشيرة نائب في الكرك رأسه مطلوب بقضية ثأر.. وممثل مخيم البقعة الذي هزم الحيتان يعيش بغرفة صفيح
المدينة نيوز – بسام بدارين - : فاجأ النائب الاردني الذي حصد اعلى الاصوات على مستوى المملكة في الانتخابات الاخيرة مجحم الصقور، مذيعة برنامج تلفزيوني صباحي جماهيري بتقديم دعوة عامة لتناول طعام الغداء في مقره الانتخابي في منطقة الاغوار الشمالية لجميع المستمعين على الرغم من فقره الشديد وفقر حملته وناخبيه.
وبعد لحظات تبين ان احد اقرباء الصقور من الاثرياء المتحمسين تبرع باقامة مائدة غداء عملاقة على شرف نجاحه في الانتخابات تكلفتها ستتجاوز 70 الف دولار، رغم ان النائب الصقور صاحب المرتبة الاولى على مستوى المملكة في عدد الاصوات يمثل الفقراء والمسحوقين في منطقة الاغوار التي تعتبر من افقر مناطق المملكة .
لكن المثير ان الصقور الذي سكن اجداده منطقة الاغوار قادمين من غور بيسان غرب نهر الاردن حصل على اكثر من 15 الف صوت بدون كلفة حقيقية، حيث يتحدى على شاشة التلفزيون قائلا: حملتي الانتخابية هي الاقل كلفة على مستوى المملكة.
وفيما حقق الصقور هذه المعجزة التصويتية والانتخابية بدون كلفة مالية بعد ان صوت له سكان مجمعات الصفيح في منطقة الاغوار، حقق ممثل مخيم البقعة اكبر مخيمات اللاجئين في الاردن عبد الله جبران اسطورة اخرى، فقد وصل للبرلمان بدون مكتب او ملصقات او مقر انتخابي او دعاية حقيقية وبدون لافتة سياسية بنفس الوقت.
جبران موظف صغير في وزارة الزراعة الاردنية ويعيش في منزل يتألف من غرفة واحدة سقفها من الزينكو، كما قالت صحيفة 'الرأي '، وناخبوه طوال الحملة كانوا يجلسون في الزقاق الضيق المحاذي لغرفته الصفيحية البائسة، ويتناولون مشروب الشاي على حساب بعض الاصدقاء والمجاورين.
وجبران شاب لاجئ، تعود اصوله لمدينة اريحا، نجح في تجاوز حيتان مخيم البقعة من المناضلين المسيسين او المحسوبين على التنظيمات الفلسطينية الكبرى وتجاوز كذلك اثرياء المخيم وحيتانه ليفوز بالمقعد المخصص لمنطقة عين الباشا وهو مقعد يحصل عليه عادة احد ابناء مخيم البقعة.
ومن الواضح ان بساطة الرجل الذي يسكن في غرفة من صفيح 'الزينكو ' واتصالاته عبر عمله التطوعي كنائب لرئيس لجنة خدمات المخيم اوصلته للبرلمان، اضافة لصراعات الكبار الذين طمع كل منهم بالمقعد.
ويبدو ان معطيات المعلومات عن الوجوه الجديدة في البرلمان الاردني بعد انتخابات مثيرة تكشف المزيد من المفارقات، فأحداث العنف التي شهدتها احدى قرى الجنوب في الكرك وادت لمقتل شاب في العشرينات انتهت بخضوع النائب الشاب والثري الذي فاز بمقعد المنطقة الى ما يعرف محليا باسم 'الجلوة العشائرية ' فقد قامت السلطات باجلاء نحو 70 عائلة من قرى الحمايدة في الكرك من بينها عائلة النائب الفائز رعد بن طريف وهو طبيب عيون شاب وثري فاز بالانتخابات.
عملية الاجلاء تمت لحماية هذه العائلات من الثأر لان اهالي الشاب الذي قتل بالرصاص في المنطقة على بوابة مركز الاقتراع يطالبون برأس النائب الجديد رغم عدم وجود علاقة مباشرة بينه وبين الحادثة.
ذلك في لغة المجتمع الاردني التقليدية لا يعني الا ان النائب الدكتور بن طريف سيقضي على الارجح فترة ولايته الدستورية في العاصمة عمان وبدون التمكن من زيارة قاعدته الانتخابية بل المحافظة التي يقيم فيها، لأن الثأر يلاحقه ببساطة شديدة.
بذلك ينضم بن طريف لفار آخر من الثأر هو النائب الفائز عن منطقة الشوبك وصفي الرواشدة، الذي فاز بمقعده بعد محاولة اغتياله وحتى بدون زيارة دائرته الانتخابية طوال الحملة، لكن المفارقة الاكبر في نتائج الانتخابات العجائبية تتوقف عند النبأ التالي المليء بالغرابة، فنخبة من اهم رموز العشائر والمسؤولين السابقين الذين خسروا الانتخابات يستعدون للتحول الى معارضة عبر بوابة التشكيك بنزاهة الانتخابات والدعوة لاجتماع وطني عشائري يفضح عمليات التلاعب التي قام بها موظفون في الحكومة، بحيث تلاعبوا بالنتائج حسب الصيغة التي طرحها علنا النائب السابق والقيادي في عشيرة بني صخر، والمرشح الخاسر مؤخرا الدكتور غازي جنيب الفايز.
هؤلاء حسبما فهم من الفايز وبينهم رموز سابقون على مستوى الدولة منهم نضال الحديد وسعد هايل السرور وعبد الله الجازي وغيرهم، طلبوا تنظيم مسيرة احتجاجية رفض ترخيصها الحاكم الاداري وهم يستعدون الآن لتنظيم انفسهم بلقاء ساخن بعد عطلة العيد. ( القدس العربي ) .