خاص وحصري : تشرينية حيدر محمود الجديدة
المدينة نيوز – كتب رئيس التحرير - : خص الشاعر الكبير حيدر محمود المدينة نيوز بآخر قصيدة كتبها ،قبل أيام، ونحن نظن ـوبعض الظن إثم ـ بأنها واحدة من اثنتين : إمّا أن تكون مرثاةً ،على طريقة مالك بن الرّيب ، أو إعادة إحياء،للذات الشاعرة التي يستبدُّ بها القلق ، وفي كل الأحوال فإنّ المدينة نيوز تنشرها كما هي دون حاجة الى أي تعليق :
" تشــرينيّة "
وَقَفْـتُ بِبابِ " تشْـريني "
وقـُلتُ : كَفى !
كفى يا عُمْـرُ ما ألـْـقاهُ :
من قَهْر ٍ ، ومن نهر ٍ ، ومنْ هُونِ ِ
يُطـارِدُني ـ على لاشيءَ ـ مَنْ فوقي
ويَحسِدُني ـ على لاشيءَ ـ مَنْ دُوني !
صَبَرْتُ ..وأنتَ تَعْلَمُ كَمْ صَبَرْتُ ..
وأنني حـاولـتُ ..ألا أنحَني للرّيـحِ
لكني انحنيْـتُ لها
وخانَ دَمـي شـراييني ..
ولَمْ أعْرِفْ بأنّ دَمـي
سَيَذبَحُـني ..بسكـّـيني !
* * *
يُناديني الأسى : يا عَـمّ
فَهْوَ مُوَكـّـلٌ ـ من دونِ كُلِ الناس ِـ
بي وَحْـدي ..
ويَغْضَبُ إذ يرى نَفْسـي تـُحَدثـُني
ويَفـرَحُ إذ ْ يرانـي دائمـا ً ضِدّي
وكـانَ يَغـارُ مِنْ وَرْدي ..
فصار يغارُ مِنْ شـوْكـي .. ومن طيني !
ولمْ احـْـتـَج َّ ..
واحتجّ الرصيفُ عليّ ،
حين جَعَـلـتـُهُ سَكَنا ً..
وحين رَسَمْـتـُه وَطـَـنـا ً..
كَتَبْتُ لَهُ ، وفيهِ، وعنـهُ : آلافَ الدّواوين ِ
وكانَ عَلَيّ أنْ أقـتـاتَ من لحْمي ..
ومِنْ عَظـمي ..
وكـانَ عَلَـيّ أنْ أتَعَوّد النـّكَـباتِ ،
والنكَسـاتِ، والطعَنـاتِ ، واللعَنـاتِ ،
حتى مِـنْ ملائكتـي
وحتـى من شياطـيني !
* * *
خَريفـاً مَرّ ت الأيامُ ..بَعْدَ خَريفْ
وكنـتُ أنـا ..ثَقـيلَ الظِلّ ..
حين قَبـِلتَ بي ضَيْـفـا ً ..
ولكن ْ.. لمْ تكـنْ أبَداً أعزّ مُضيفْ !
فقد نفَـرَتْ دِلالـُـكَ مِنْ فنـاجـيني !
* * *
وبَعْدُ ..فآخِـرُ الكَلِمـاتِ عندي
أنّ هذي الرّوحَ ،
سَوفَ تـَرُد ُّ فيّ الرّوحَ ..ثانية ً
..وَتـُحْـيينـي !! >
حيدر محمود / تشرين الثاني 2010 .
الشاعر الكبير حيدر محمود